مَقهَى سلافيا (الْجواهري) فِي بِرَاغ

مَقهَى سلافيا (الْجواهري) فِي بِرَاغ

استثمرت وجودي في برلين، إذ؛ سافرت بالقطار إلى مدينة (براغ) عاصمة التشيك، الذي استغرقت الرحلةبحدود (4) ساعات، الى هذه هذه المدينة الجميلة .تعد من أفضل العواصم الأوروبية، التي يرتادها السياح، لما تحتويه من حضارة أثرية التي تخلد الماضي مع إشراقات الحاضر. تأسست مدينة (براغ) في أواخر القرن التاسع الميلادي، كان ملوك ( بوهيميا ) يتخذونها مقرا لهم، قبل أن تصبح ثالث أكبر مدينة أوروبية في عهد الملك الروماني ( تشارلز الرابع)، يبلغ عدد سكانها (1400000) مليونا وأربعمائة ألف نسمة وفق إحصائيات 2025.

   تتكون المدينة من (10) مناطق جميلة ، تسهل على المواطنين الانتقال بين أحيائها. يقصدها سنوياً الملايين من الزوار والسياح من مختلف أرجاء العالم . تشتمل على العديد من المناظر الطبيعية الخلابة، الساحات العامة، الممرات المرصوفة بالحصى، المعارض الفنية، ومجموعة كبيرة من المعالم السياحية الجذابة، مثل: كاتدرائية القديس فيستوس، جسر كارليس، قلعة براغ، المتحف اليهودي، دار البلدية، ومكتبة ستراخوف، كنيسة السيدة مريم، والمتحف الوطن.

   لقد كان أحد أهداف رحلتي السياحية لهذه المدينة، لزيارة مقهى سلافيا(( Café Salvia المقهى المفضلة لشاعرنا الكبير المرحوم ( محمد مهدي الجواهري) خلال القرن الماضي، بعد أن قضى أكثر من ثلاثين سنة في التشيك، منها (7) سنوات في العاصمة براغ،.

   يعتبر المقهى معلما سياحيا مهما في العاصمة براغ، يستحق الزيارة للاستمتاع بأجوائه التاريخية وتذوق القهوة، والإطلالة الجميلة على نهر (فلتاف) الساحرالذي يبعد عن المقهى عدة أمتار. التقطت عددا من الصور في هذا المقهى، بضمنها مع صورة شاعرنا المعلقة على أحد جدرانه، التي تضم، مجموعة من صور الأدباء والمفكرين، الذين كانوا يرتادونها. كونها، ملتقى وتجمع للعديد من الأدباء والمثقفين في تلك الفترة، ومن أقدم المقاهي، وأشهرها في براغ، افتتحت عام 1881 وتطل على نهر فلتافا.

    ارتبط اسم المقهى بالشاعر الجواهري، وكتب بعض قصائده فيها. كانت ملاذا آمنا له، بعد أن هرب من ملاحقات النظام السياسي السابق، حيث قضى فيه سنوات طويلة من حياته في هذه المدينة، وقد ألهمته جمالها وسحرها ، لكتابة أشهر قصائده “يا دجلة الخير”، وكذلك، كتب العديد من القصائد التي تتغنى بجمال المدينة، مثل “أطلت الشوط من عمري” “براها سلاما” “عهد المروءة” “يا غادة التشيك” “بائعة السمك” “آهات” و “أقول مللتها“… ومن أبيات شعره التي أكد عبرها قناعته بجمال مدينة براغ وسحرها، قوله:

أَعلَى الحسن اِزدِهاء وَقعَت     أُمٌّ عليْهَا الحسن زهْوًا وقعا

وسلَّ الجمَال هل فِي وُسْعِه     فَوْق مَا أَبدَعه أن يُبْدعَا

أحدث المقالات

أحدث المقالات