لقد أضحت وسائل التواصل الاجتماعي ضرورة في هذا العصر السريع والمتطور
ومع ذلك فلا ينبغي أن يتحوّل إلى سيدٍ يُملي علينا إيقاع الحياة، ويُبدّد أعمارنا في لهوٍ لا يُثمر، وتصفّحٍ
لا يُنقّي.
يقول مؤسس “تيليجرام”:
لا أستخدم الهاتف منذ عام تقريباً، إلا لاختبار التطبيق. الهاتف يشتت الانتباه، ويهدد الخصوصية، ولا أراه جهازاً ضرورياً.
وقد يُدهشنا أن صانع الأداة لا يأنس بها، كما يُدهشنا أن بائع السم لا يتذوّقه.
لكن في هذا القول ما يُوقظ العقل، لا ما يُنكر العصر.
فالحكمة إذاً ليست في هجره، بل في تهذيبه.
أن نُمسكه حين الحاجة،
لا أن يُمسكنا في كل لحظة.
أن نُحسن استخدامه فيما ينفع، لا أن نُسلمه مفاتيح الوقت والخصوصية، فيغدو نافذة مشرعة على كل ما يُشتّت ويُضعف.
فالسؤال الذي ينبغي أن نطرحه على أنفسنا ليس: هل نملك هاتفاً؟
بل: هل الهاتف يملكنا؟
هل صار خادماً لأغراضنا، أم سيّداً يقتطع من أعمارنا ويستعبدنا دون إذن؟
هل نُمسكه لنُنجز، أم نُمسك به لنُهدر؟
بين يدينا أداة، فإما أن نُحسن توجيهها، أو نتركها تُعيد تشكيلنا على غير هدى.