سنتحدث بإيجاز عن بعض فضائل السيد الخطيب وليس كلها , الا وهي سعة الافق والتواضع والعقلانية والمقبولية والقدرة على احتواء الاخرين , فسعة الأفق تجسدت به من خلال فهمه وتفهمه لوجهات نظر مختلفة ومتناقضة للمتخاصمين الذين يحتكمون اليه, فهو يستمع اليهم بإصغاء وبذهن منفتح وعاطفه محايدة , لانه يمتلك القدرة على إدارة الخلاف بطريقة ذكيّة تُقلّل النتائج السلبيَّة، وتأخذ بأيدي الطرفين المتخاصمين إلى أرضيَّة مُشترَكة وحلّ مناسب يُرضيهم، وفق احقاق الحق بالاعتماد على الحوار البناء والنِّقاش السّليم , لهذا يؤتيه الله بصيرة نافذة تجعله ينفذ إلى أعماق الحقائق وأبعادها، فيقدرها بقدرها، ويضعها في مواضعها , فيحكم بها بين الطرفين حقا وُفق الضوابط الشرعية , وهذا هو الاحتواء , الذي يترتب عليه مسؤوليات والتزامات، يتطلب فهمًه فهما عميقًا لاحتياجات الآخرين , فهو سيكون مصدرًا للسلام والاستقرار بين الاشخاص او العشائر المتخاصمين .
ان شخصية السيد مصطفى لها القدرة على صنع القرار بعد التفكير السليم والأخذ بالأسباب والحلول المنطقية, لاتصافه بالحكمة والاعتدال والتفكير الواعي والمنطقي وهو يعتمد على الحقائق والأدلة والمعطيات الواضحة قبل اتخاذ أي قرار بعقلانية ويبتعد عن العواطف والتحيزات الشخصية أو المجتمعية.
قبل اشهر نجح السيد مصطفى ان يعيد الود والمحبة بين امراء ربيعة عندما احتكموا اليه واحل الاشكال والخلاف بينهم وديا , لم يكن دور السيد محصور على نطاق مكاني في واسط بل تعداها الى مكان اخر وطائفة اخرى , قبل ايام اتصل بي احد الشخصيات من قبيلة العبيد في كركوك وهو لواء طبيب يستفسر ان لديه مشكلة مع صهره ويحب ان يزور سماحة السيد مصطفى الخطيب لحل مشكلته.
اليوم اصبحت الناس ذات توجهات متناقضة ومتنافرة حتى على مستوى الديني , ولكن عندما يحضر السيد مصطفى الخطيب لي يئم المصلين في حسينية قريش , الجميع يصطف للصلاة خلفة بغض النظر عن اختلاف مراجع تقليدهم واختلاف وجهات نظرهم , وهذا نابع من الثقة المطلقة بشخص السيد وتدينه والمقبولية التي يحظى بها عندهم وقدرته على احتواء الاخرين .
نود ان نبين ان الشخصية المميزة والمتميزة للسيد مصطفى , لم تاتي من فراغ بل من اعداد مدروس على مدى عقود زمنية من قبل والده السيد حبيب (طيب الله ثراه) والا هو مهندس مدني دخل كلية الهندسة | جامعة الكوفة في منتصف التسعينات عندما كانت الهندسة حلم صعب المنال وليس كما هو اليوم .
رغم المتاعب والمصاعب التي تواجه السيد مصطفى يوميا وحاجة الناس اليه ومشاكلهم التي يسعى للتغلب عليها وحلها , لا ينسى واجبه الديني في الدراسة الحوزوية في النجف الاشرف , فهو يقضى ثلاثة ايام في الاسبوع متواصلة فيها.. لا يسعنا الا ان ندعوا الله العزيز القدير ان يحفظ سيد مصطفى ويطيل عمره , فهو نموذج رجل الدين الذي يعززالتسامح والتعايش السلمي بين الأفراد والمجتمع.
د.راجي العوادي
