“السياسة اليوم” ترصد .. التداعيات المحتملة للسلام في أوكرانيا على “إيران”

“السياسة اليوم” ترصد .. التداعيات المحتملة للسلام في أوكرانيا على “إيران”

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

بعد عودة الرئيس الأميركي؛ “دونالد ترمب”، من لقاء نظيره الروسي؛ “فلاديمير بوتين”، في “آلاسكا”، تَبيَّن أنه أجرى اتصالًا هاتفيًا مع الرئيس الأوكراني؛ “فولوديمير زيلينسكي”، حيث دعاه وعددًا من القادة الأوروبيين لإجراء مفاوضات في “الولايات المتحدة”.

وعلى الفور أعلن “زيلينسكي” نيته التوجه إلى “واشنطن” لمناقشة تفاصيل اتفاق سلام محتمل مع “ترمب”. بحسّب ما استهل تحليل “أحمد رشيدي نجاد”؛ الباحث الجيوسياسي، المنشور بصحيفة (السياسة اليوم) الإيرانية.

واشنطن تلقي الكرة في الملعب الأوكراني..

يأتي ذلك في وقتٍ ردّ فيه الرئيس الأميركي على تصريحات نظيره الأوكراني؛ الرافضة للتنازل عن أجزاء من بلاده للجانب الروسي، برسائل عبر وسائل التواصل الاجتماعي أكد فيها أن إنهاء الحرب بين “أوكرانيا” و”روسيا” بيد “زيلينسكي”، مشيرًا في الوقت نفسه إلى رفضه انضمام “أوكرانيا” لحلف الـ (ناتو)، ومتّهمًا بعض الساسة الأميركيين بعرقلة مسّار السلام، وكتب: “بإمكان رئيس أوكرانيا إنهاء الحرب مع روسيا فورًا إذا أراد، أو الاستمرار فيها”.

وقد ألقى بذلك الكرة في ملعب “زيلينسكي”؛ وهو ما فسّره البعض بالمؤشر على احتمال تراجع “واشنطن” عن دعم “أوكرانيا” مستقبلًا.

كما أشار “ترمب” إلى قضية ضمّ “شبه جزيرة القِرم” إلى “روسيا”، مذَّكرًا بأن سلفه؛ “باراك أوباما”، كان قد قدم “شبه جزيرة القِرم” قبل (12) عامًا للدولة الروسية دون إطلاق رصاصة واحدة، و”هذا أمر لا رجعة فيه”، في إشارة واضحة إلى قبول الشروط الروسية للتسّوية المَّحتملة وممارسة ضغوط على “أوكرانيا”.

وهو نهج يرى المعارضون للرئيس الأميركي، أنه يصَّب في مصلحة “موسكو” ويُهدّد أمن “كييف”.

وفي هذا السيّاق؛ عبّرت مجلة (أتلانتيك) الأميركية عن قلقها من نتائج لقاء (ترمب-بوتين)، وأشارت إلى أن الرئيس الأميركي سبق وأن وجه انتقادات متَّكررة لنظيره الأوكراني، وأوقف مرتين إرسال شحنات السلاح لـ”أوكرانيا”، وهدّد بوقف أي دعم إضافي بعد نفاد الشُحنة الحالية.

كما أوقف أو هدّد بوقف تمويل وسائل إعلام معارضة للنظام الروسي، فيما أخذت إدارته تخفّف تدريجيًا العقوبات المفروضة على “موسكو”. وأوضحت المجلة أن ما يُثيّر القلق هو أن “ترمب” لا يسعى للضغط من أجل وقف إطلاق النار، بل يذهب مباشرة نحو مفاوضات سلام، وهو ما يطرح تساؤلات حول دوافعه الحقيقية، خصوصًا وأن الأمر قد يكون مرتبطًا بالملف الإيراني.

سيناريو معقد..

أما بخصوص “إيران”؛ تُشيّر بعض التحليلات إلى احتمال أن يسعى “ترمب” إلى إبرام صفقة كبرى تشمل تسّوية متّزامنة لملفات عدة من بينها “أوكرانيا” و”إيران”.

ورُغم أن هذا السيناريو معقدَّ وافتراضي، إلا أنه غير مستبَّعد، إذ أن قرارات “واشنطن” في منطقة ما تنعكس بالضرورة على مناطق أخرى.

على سبيل الافتراض، سوف يُقلل أي اتفاق محتمل ينهي أزمة “أوكرانيا” من الوجود الأميركي في “أوروبا”، ويدفع “واشنطن” لتركيز مواردها على مناطق أخرى مثل “الشرق الأوسط”.

كما قد يرى “ترمب” أن التفاهم مع “روسيا” حول “أوكرانيا”؛ سوف يُعيّد صيّاغة العلاقات بين البلدين، بما يؤثر على موازين القوى في المنطقة؛ لا سّيما فيما يتعلق بـ”إيران”، باعتبارها حليف “موسكو” الاستراتيجي عسكريًا واقتصاديًا ودبلوماسيًا. فإذا توصل الرئيس الأميركي لاتفاق مع نظيره الروسي بشأن “أوكرانيا”، فقد يسّعى لاحقًا لتقليص مستوى هذا التعاون، سواء في المجال العسكري أو الدعم الروسي لـ”الجمهورية الإيرانية” داخل المنظمات الدولية؛ (مثل الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومجلس الأمن)، أو في مفاوضات الملف النووي.

وهو ما قد يُضّعف موقف “إيران” في مواجهة “الولايات المتحدة”. وبالتالي، قد تُمهدّ نهاية الحرب الأوكرانية لزيادة الضغوط السياسية والاقتصادية وربما العسكرية على “طهران”.

ومع ذلك، فإن تحقق هذا السيناريو مرهون بعوامل عديدة، منها رد فعل “إيران” وحلفائها، كـ”الصين” وفصائل المقاومة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة