سيكون الحديث حصرا عن اربعة مراجع كبار هم السيد محسن الحكيم ( ت1970 ) السيد ابو القاسم الخوئي (ت1992) السيد الخميني ( ت1989) السيد محمد باقر الصدر (ت 1980 ) هؤلاء الاربعة لهم تاريخ رائع فيما يخص الشيعة والتشيع ، والاربعة عاشوا في النجف ومرت بهم ظروف عصيبة من عبد الكريم قاسم الى احمد حسن البكر .
هنالك التفاتة مهمة ان السيد محسن الحكيم سيرته حافلة بالجهاد والاجتهاد دراسة وتدريس وتاليف واحتكاك بالمجتمع وهذا يكسبه خبرة اضافة الى علميته ، الامر ذاته ينطبق على السيد الخوئي الذي قضى سبعين سنة تدريس وتاليف والسيد الخميني كذلك ، الا السيد باقر الصدر فكان موهوب لدرجة انه اجتاز المرحلة الابتدائية بثلاث سنين وانه حصل على الاجتهاد في شبابه أي له ملكة الاستنباط لكن ليس بمستوى خبرة الثلاثة انفا لانه ليس لديه تجربة عميقة بالتدريس والاحتكاك بالمجتمع ، خبرة الثلاثة بمعرفة طبيعة الناس افضل من خبرة السيد الصدر .
الان اعود للحواشي للاربعة، الثلاثة الاول حواشيهم تكون من ابنائهم واصهارهم بالدرجة الاولى اضافة الى بعض ثقافتهم وخدمهم ، ولا استبعد ان فترة البعثيين كان في الحوزة جواسيس بعثيين يبثون الاكاذيب والاشاعات للايقاع بين المراجع ، اما حاشية السيد الصدر كانوا بعض طلابه لاسيما من اللبنانيين لانه محسوب عليهم .
من خلال قراءة تلك الفترة للاربعة المجتهدين توصلت الى نتيجة ان حواشي السيد محمد باقر الصدر كان الاكثر قساوة وحدة من غيرهم بل حتى انهم لا يتوانون في القدح بالاخرين ومنهم على سبيل المثال السيد محمد الغروي اطال الله في عمره ، الذي كتب في الطبعة الاولى من موسوعة ( مع علماء النجف) تهجما على احد اعلام النجف وبعدما لاقى توبيخا قام بالثناء عليه في الطبعات اللاحقة ، والحكم لكم، وحتى السيد باقر الصدر له مواقف بحاجة لتفسير حيث اتاحت لطلبته او حاشيته التهجم على السيد الخوئي كثيرا ، ومن اراد ان يطلع على تجاوزهم على مكانة السيد الخوئي ليطلع على الجزء الثاني من موسوعة ( محمد باقر الصدر سيرة ومسيرة )، واما ما يخص فتاواه فان بعضها عجيبة مثلا ، طالب يسال السيد الصدر هل يجوز الغش في الامتحان ؟ يجيبه اذا طب وهندسة لا يجوز ، والمعروف عن السيد انه حرم مشاهدة التلفزيون حتى سنة 1979 سمح بمشاهدته والسبب لان الثورة في ايران انتصرت حتى يتابعون اخبارهم ، فهل قناة (9) البعثية تنشر اخبار ايران ام انها ملك صرف للقائد الضرورة ، وعلى ذكر التلفزيون تقدم رجل باستفتاء انه يعيش مع ولده الذي لديه تلفزيون فماذا يفعل ؟ اجابه السيد الا تستطيع ان تغير سكنك مثلا نيسبك .
السيد الصدر يقسم الفتاوى الى قسمين منها فتاوى البازار أي انها لغرض تمشية امور المرجع ، فهل ياترى فتاواه اعلاه منها تعتبر ؟
وهنا لا يعني ان حاشية السادة الحكيم والخوئي والخميني لا تصدر منهم مثل هذه الامور بل تصدر لاسيما المدعو حميد الروحاني التابع للسيد الخميني والذي الف كتاب ( نهضت امام خميني ) وفيه ما فيه من تجاوزات على مراجع النجف . بل تهجم ومن معه على السيد الصدر عندما اعلن ان السيد الخوئي هو المرجع بعد السيد الحكيم ، والسيد محمد رضا الحكيم علاقته متشنجة مع السيد الصدر والسيد جمال الدين الخوئي كان لا يرتاح اطلاقا للسيد الصدر وجماعته . وكل هذا امر طبيعي فالانسان مجموعة مشاعر لكن ان تستغل من قبل ضعاف النفوس هنا يكون عتبنا عليهم
اما مسالة الخلاف في بعض الاحكام بين المراجع فهذا امر طبيعي وهذا دليل على علميتهم والمؤكد عندي انهم جميعا كانوا على مستوى عال من الاخلاق والزهد والعلمية.
وهنا اود الاشارة الى ما ذكره الشيخ عفيف النابلسي في كتابه خفايا واسرار من حياة السيد الصدر ان الخلافات هي بسبب الحواشي واستبعد حاشية السيد الصدر لانه احدهم وانا ارى هؤلاء الطلبة ومن كان بقربه ذكروا امورا كثيرة بعد استشهاد الصدر فاما سيقفون طويلا امام الله عز وجل او ان مؤلف موسوعة سيرة ومسيرة سيقف طويلا ، والنتيجة من كان مع السيد الصدر تجرا والف الكتب ليدافع عن السيد تهجما على الاخرين .
وكل كتبهم يمكن ردها وبسهولة جدا لما فيها من امور لا تخدم الشيعة وحوزة الشيعة .
