رأيت في مايرى النائم ان العراق عطل الدستور ودخل مرحلة انتقالية امدها عام واحد وسلم السلطة فيها لحكومة تكنوقراط مستقلة بعد أن حل جميع الأحزاب واصدرت هذه الحكومة قرارات كثيرة ربما من اهمها الغاء المحاصصة وعدم تشكيل أحزاب بموجب الانتماءات القومية والطائفية وحدد هذه الأحزاب بخمسة فقط والغى التقسيم المناطقي والطائفية للوظائف وحصرها بالانتماء للوطن والكفاءة والاخلاص بالواجب والغت هذه الحكومة كل الامتيازات والمسميات الممنوحة سابقا وحددت يوم واحد لكل المحافظات بتسليم سلاح الأفراد والجماعات للدولة ثم كلفت الوزارات والدوائر الخدمية بمسح كامل لاحتياجات مدن الفقراء من خدمات وكلفت وزير داخليتها بافراغ المنطقة الخضراء من المحتلين وتحويلها إلى منتجع شعبي خاص المواطنين ويحرم على السلطة وقررت الغاء الحمايات والحراسات للأشخاص مهما كان نوع الواجب المكلفين به وفعلت مراكز الشرطة ودوائرها واعلنت السيادة الكاملة لقانون الطواريء وعدم التمييز بين الجميع وشكلت لجنة في كل محافظة لتفعيل قانون (من أين لك هذا) ثم حددت تاريخ إجراء الانتخابات وشددت في اوامرها على عدم الترشيح لهذه الانتخابات لكل من عمل في الفترة السابقة بمنصب مدير عام فما فوق بما فيهم نواب البرلمان وبخصوص الجيش والشرطة قررت إحالة من هو برتبة عميد فما فوق للتقاعد ولم تستثني احد وقررت انشاء معسكرات نظامية في كل المحافظات ومنع من ينتمون للجيش والشرطة وغيرهم من القوات الأمنية للاحزاب ويطرد من الخدمة من يخالف هذا القرار وربما كان من أهم القرارات هو محاسبة كل المسؤولين السابقين عن مصادر ثرواتهم وعرضهم على القضاء وحتى لجنة كتابة الدستور يجب أن لايكون انتمائها لغير العراق ، واستمر الحلم هكذا جميلا ينساب بنعومة حتى سمعت ضجة وتداخل أصوات وشعور بحرارة عالية فظننت ان العام انتهى وان حكومة التكنوقراط تجري الانتخابات بموجب الدستور الجديد لكن خاب ظني بعد أن استيقظت وعرفت ان محولة الكهرباء القريبة من بيتي انفجرت بسبب الحرارة والتحميل الزائد فحمدت الله على السلامة وان الحكومة الحالية لاتحاسب على الاحلام .