يخيل لبعض المنسوبين على الثقافة والمعرفة، بأن
فكرة التصحيح اللغوي تضمر رغبات داخلية في
التسلط والتحكم،وتمنح مستخدمها حساً بالتفوق على الآخرين، وأقول بأنّ التصحيح اللغوي ليس مجرد فكرة، إنما هو
ابتكار ذو ضرورة، وأهمية أوجده المجتهدون
بسبب الجهل بالقواعد والنفور من التعلّم.
ومن يشعر بالتسلط والتحكّم فهو شعور شخصي بالنقص، عليه أن يجهد في التخلص منه
بالتحصيل، قبل خوض تجربة الكتابة لا بلوم من
كدوا واجتهدوا في تمكين مهاراتهم، فالحقيقة هي أن التصحيح اللغوي هو أداة مفيدة لتحسين المهارات الكتابية وليس وسيلة للتحكم والتسلط، فالذين يجيدون القواعد اللغوية واستخدامها بشكل صحيح هم الذين يمكنهم الإسهام في تطوير المستوى اللغوي للآخرين بطريقة بناءة.
ومن الخطأ أن ننظر إلى هذه الممارسة على أنها مجرد محاولة للتفوق على الآخرين، بل يجب أن ننظر إليها كجهود لرفع المستوى اللغوي العام وتعزيز الثقافة الأدبية في المجتمع، فهي
تؤدي إلى تحقيق السلاسة في سرد الأفكار وانسجامها، من خلال إصلاح الأخطاء النحوية والصرفية وتحسين التركيب اللغوي، وإضافة
لمسات بلاغية، من خلال اختيار الألفاظ والعبارات الأكثر دقة وملاءمة.
إذن التصحيح اللغوي هو أداة قيمة لتطوير المهارات الكتابية بشكل شامل، بما في ذلك الجوانب الإملائية والنحوية والأسلوبية والبلاغية، وليس مجرد وسيلة للتحكم والتسلط.