كلها انقلابات وليست ثورات

كلها انقلابات وليست ثورات

في حكومة عبد الرحمن عارف حصلت ازمة بين العراق وايران مما جعل عارف يذهب الى طهران بنفسه ليلتقي الشاه حتى يتجنب الحرب اولا وثانيا حصل على امتيازات شط العرب للعراق أي لا تمر فيه سفينة ايرانية الا وترفع العلم العراقي وتدفع رسوما للعراق وفي نفس الوقت اثنى عليه كثيرا الشاه  .

وجاء الانقلاب الاسود للبعثيين في العراق ، وفي اول ستة اشهر ادعى ان هنالك مؤامرات انقلابية عليه لكي يقوم بتصفية من يشكل حجر عثرة امام مخططاته التي تعهد بها للامريكان ، يذكر السيد مهدي الحكيم ان امريكا تواصلت معه لغرض الانقلاب على البعثيين وتسليم الحكم لهم وبعد تشاوره مع السيد الصدر رفض الاقتراح ، هذا التواصل قامت الاستخبارات الامريكية الخبيثة بابلاغ البعثيين به ليكون حجتهم في اتهام السيد الحكيم بالعمالة والجاسوسية والانقلابية .

وهنا بدات شعارات البعث امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة ، وكان يقصد بخلافه ، واول انتكاسة لحقوق العراق هي التنازلات الغبية التي قدمها البعث لا يران ، وبدات جرائمهم تتوالى من ابادة الاكراد والغدر بالشيوعيين .

النتيجة التي اريد ان اصل اليها ان حكومة البعث هي كما جاء في احد الكتب حكومة القرية ، وهذا يعني ان مؤسسات الحكومة كلها ليست مهنية وتابعة لافراد والامر ذاته ينطبق على بعثية سوريا .

نتيجة هذه السياسة الخبيثة والهدامة انه حالما سقط طواغيت البعث سقطت كل مؤسساتهم واصبحت عرضة للسلب والنهب ، وكل من ياتي من بعدهم ليكمل المشوار لا يتمكن لان نظام حكم البعث ليس نظام مؤسسات .

في رومانيا عندما انتفض الشعب الروماني وقتل طاغوتهم تشاوشسكي ايام وعادت كل مؤسسات الدولة لممارسة عملها ، واسوء شيء في أي مؤسسة او حكومة تكون خاضعة لشخص واحد .

ومن تبعيات حكومة البعث ان الحكومات التي جاءت بعدها عجزت عن اقرار قوانين مستحدثة لالغاء قرارات البعث ، فهي الى الان بعض اعمالها خاضعة لقرارات مجلس قيادة الثورة المنحل ، كيف هو منحل ولا زلتم تعملون ببعض قوانينه ؟

كل الحكومات التي حكمت العراق ( من 1958 الى 2003)  كانت سليمة في ادارتها للدولة لكن فاشلة في سياستها ، عبد الكريم قاسم وعبد الرحمن عارف كانا بمنتهى السذاجة حتى وان كانت لهم قاعدة جماهرية لانهم لم يتعاملا بالشكل الصحيح مع البعثيين سياسيا ، اما عبد السلام عارف هذا المضطرب والطائفي ولولا امر الله عز وجل بهلاكه لكان نسخة طبق الاصل من حكومة البعثيين فقط انها حكومة القوميين ، وحكومة البعثيين ضبطت ادارة الدولة لكنها ارهابية بسياستها حتى قادت العراق الى ماهو عليه الان ، فالوحدة مزقت العراق والحرية كتمت انفاس العراقيين والاشتراكية جعلت العراقيين تحت خط الفقر خلال الحصار واما امة عربية واحدة بدات بخطوة احتلال الكويت ، الرسالة الخالدة عمل بخلاف كل ما جاء فيها من قتل وتعذيب وتسليب، فاصبحت  المصطلحات والشعارات التي استخدمها كل الحكام هي لغرض تثبيت عروشهم الدكتاتورية .

اكثر الاحزاب فاعلة في العراق كان الشيوعي الذي جعل نوري السعيد له تاريخ بملاحقتهم واعدام بعضهم وكذلك تهورهم عندما فسح المجال لهم قاسم واحتضارهم عندما خدعهم البعثيون بالميثاق سنة 1974 .

اما حزب الدعوة مهما يكن فانه لم يكن موفقا في العراق لانه اصلا اتهم بان اهدافه اهداف اخوان المسلمين وحزب التحرير وما ان بدات الانشقاقات فيه حتى بدات عناصره تتكشف للبعثيين بمساعدة المخابرات الامريكية التي خدعت السيد مهدي الحكيم وقد ذكر الاخير بتواصله مع الامريكان والانكليز والفرنساويين كما جاء في سيرة ومسيرة السيد باقر الصدر .

جاء حزب البعث ليستفيد من هذه التجارب وتجارب سوريا ليمسك الحكم بقبضة من حديد وكل هذا لم يشفع له فانه سقط سنة 1991 لكن التعهد الامريكي له عندما جاء به سنة 1968 ابقاه بالحكم ليصبح خاتم باصبعهم يتلاعبون به وهو يتلاعب بالشعب العراقي

اكثر رئيس جمهورية يترحم عليه العراقيون هما عبد الرحمن عارف وعبد الكريم قاسم لكنهما لا يفقهان بالسياسة اطلاقا فهكذا اصبح مصير العراق.

أحدث المقالات

أحدث المقالات