ألصراع ألدموي ألذي جرى على ألأراضي أللبنانية لمدة خمسة عشر عاما بالنيابة خلف دمارا وهلاكا كان تكلفته باهضة.عدد قتلى ألحرب وصل ألى أكثر من150000ضحية وألجرحى كانوا ضعف هذا ألعدد وألمفقودين بعشرات ألألوف .تم ألأجهاز على ألبنية ألتحتية بالكامل وتدهور ألأقتصاد أللبناني وتم ألقضاء على ألسياحية أللبنانية ألتي كانت تدر مئات ألملايين من ألدولارات سنويا.لازال لبنان وشعبه يعاني من نتائج هذه ألحرب ألعبثية ألى يومنا هذا ؛من تمزق ألوحدة ألوطنية ؛وتدخل ألقوى ألخارجية ؛ألعربية وألدولية في شؤونها ؛فهي لاتستطيع ألأتفاق حتى على تعين رئيسا للجمهورية ؛أو أيجاد صيغة للتعايش ألسلمي بين مكوناته رغم مرور عشرات ألسنين على أنتهاء هذه ألحرب ألمجنونة .
تقوم نفس ألجهات ألتي مزقت ألوحدة ألوطنية أللبنانية ؛بتصدير نفس ألسيناريوا ألى ألعراق .فمشيخة أل سعود وأسرائيل وأيران وتركيا وأمريكا ؛تلعب نفس ألأدوار بأستخدام عوامل ألخلافات بين ألمكونات ألعراقية كالطائفية وألعراقية ؛بهدف ألوصول ألى أهدافها وتصفية حساباتها على ألأرض ألعراقية بدماء عراقية وتمزيق شعبه ألى شيع وأحزاب .ألاهداف ألمعلنة هي ألدفاع عن مظلومية هذا ألمكون أو ذاك ؛وتحميل ألأطراف ألأخرى مسؤولية هذا ألتهميش وألأقصاء.ألخاسر ألوحيد من نتائج هذا ألصراع هو ألشعب ألعراقي بأكمله ونتائجه هو ألتشرذم وتمزيق وحدة ألبلد شعبا وأرضا وأبقاءه ضعيفا ؛ألى جانب ضياع ألموارد ألضخمة ألنفطية وغيرها في شراء ألأسلحة وسيطرة ألشركات ألنفطية على مقدرات ألبلد وبقاء مكوناته في دول ألشتات في ظل ألحرمان وألفقر وألمرض.لم تتعافى لبنان منذ نهاية ألحرب أللبنانية من ألحرب ألطائفية ولا زالت ألخلافات ألفئوية ألعرقية الطائفية قائمة ؛واقتصادها يتدهور يوما بعد يوم.ألحرب ألأهلية في ألعراق ألتي يؤجج نيرانها دول ألجوار خاصة وألدول ألكبرى لن يكون فيها رابح سوى ألدول ألتي أشعلتها لأبعاد ألخطر عنها وتطويع شعوبها من ألثورة على ألحكومات ألمستبدة ألعشائرية ألديناصورية ؛كما حصل في ألحرب ألعراقية ألأيرانية ؛عندما دفع مشايخ ألخليج وأمريكا صدام للحرب مع أيران . ألخاسر ألوحيد من نتائج هذه ألحرب هو ألشعب ألعراقي والرابح منها هو ألشركات ألنفطية ومشايخ ألخليج.ما يدور على ألأرض ألسورية من سفك للدماء وألتدمير ألهائل لبنيتها ألأساسية ؛تعطينا درسا بليغا من نقل هذه ألتجربة ألدموية ألى أرض ألرافدين .ربما تستمر هذه ألحرب ألأهلية ألعراقية لاسمح ألله ألى عشرات ألسنين فلا ألسنة سينتصرون ولاألشيعة ولا ألأكراد .ألرابحون هم عتاة ألطائفية وألدول ألكبرى وحيتان ألرأسماية .أن تقسيم ألعراق على اسس طائفية أوعرقية لن ينفع أي مكون من ألمكونات ألمتناحرة على ألأرض ألعراقية وسيكون ألجميع في خندق واحد في ألخسارة .سيتحول ألعراق ألى كانتونات تحت رحمة ألدول ألمجاورة لضعفها وتفككها وعجزها عن حماية نفسها من ألأخطار ألخارجية !!.عشنا أكثر من سبعة ألاف سنة على هذه ألارض ألعزيزة ونعمنا من خيراتها .حافظ أسلافنا على ألأمانة في أقامة دولة موحدة عزيرة ؛أحذروا أن يكتب ألتاريخ عنا ؛بأننا خنا تربتها وضعينا ألأمانة وسيلعننا ألتاريخ وألاجيال ألقادمة لما نقوم به من تجزئ ألمجزء وتقسيم ألمقسم .ألطائفية وألعرقية من ألأمراض ألخبيثة ألتي تعصف بالشعوب ألمتخلفة ألتي لاتقرأ تاريخها جيدا وتتعلم من دروسه ؛لأن ألأمم ألتي لاتقرأ تأريخها لاتستحق ألحياة.