نكبة كبرى تلك هي انقطاعات الكهرباء الوطنية عن احياء بغداد الميكانيك بمنطقة الدورة محلة 836 وباقي احياء بغداد ،التي تصاعدت مع زيارة الاربعين ومع انتهائها والايام اللاحقة، حيث تحول أهاليها الى ما يشبه أهل الكهف في أن حرارة الصيف اللاهبة نهارا وليلا تصعقهم وهي تقلبهم ذات اليمين وذات الشمال.
والطامة الكبرى انه بعد انتهاء زيارة الاربعين وبعد نكبة توقف الكهرباء الوطنية كليا عن العراق وبغداد على وجه التحديد، عادت بعد يومين من تلك الكارثة واستعادت بعض ساعات التجهيز نهارا ، الا ان ما أذاق العراقيون مرارة العلقم هي اختفاؤها ليلا لساعات طوال بعدها، بل ان يوم الجمعة 15 آب كان هو الأكثر غيابا حيث اختفت الكهرباء الوطنية كليا عن ليل منطقة الميكانيك وعاش أهاليها ليلة رعب دامية ، هي الأخرى.
والطامة الكبرى ايضا هي في عدم عدالة التوزيع ، فهذه الدائرة التي مارست ظلما كبيرا على أحياء بغداد ومنها منطقة الدورة ، عاملتنا بطريقة تخلو من أي شعور بالانسانية ولم تلتفت لمعاناة الاطفال وكبار السن في الليالي الحارة وهم يتفلبون على جنوبهم من شدة الم المعاناة القاسية التي لم تعامل بها حتى الحيوانات ، وبخاصة في الليل، لان ضميرهم إختفى من أي شعور بالمسؤولية على أرواح الناس، وكانت حالات السخط والإستياء على توزيع الكهرباء بطرق غير عادلة في أقسى حالاتها ونقمتها التي تعدت كل حدود.
وشكرا لاصحاب المولدات مواقفهم المشرفة التي لولاهم لهلك الملايين من العراقيين، فقد عبروا هذه المرة عن وقفة مشرفة ، حتى ان الكثير من مولداتهم تعطلت لكثرة وطول ساعات التجهير، أما الحكومة الغائبة تماما عن إيجاد حلولا لتلك الكارثة فقد بقيت على حالها وكأن العراقيين لايستحقون الحياة ولتذهب أرواحهم الى الجحيم.
رحمة بملايين العراقيين ياوزارة الكهرباء، ورفقا بشعبكم الذي جرعتموه مرارة الحنظل وانتم تبقوه بلا كهرباء لساعات طوال تعدت الخمسة عشر ساعة أو العشرين من ساعات الانقطاع في أغلب الاحيان.
وللأسف فالحكومة غائبة تماما عن المحاسبة والتقصير المتعمد في إذلال العراقيين وانتهاك كراماتهم ، ولم تضع حدا لتجاوزات دوائر الكهرباء دون ان تضع أية حلول لتلك المأساة، ولا وضعت حدا لتلك الانقطاعات الطويلة الشاقة والمؤلمة ، وبقيت عاجزة تماما عن القيام بدورها برغم حجم السخط الشعبي الواسع على مستويات قيادية من نواب وكبار مسؤولي الدولة الذين صبوا لعناتهم على وزارة الكهرباء في وسائل الاعلام ، لتقصيرها الذي فاق كل تصور، ولم تجد حلولا مقنعة لايقاف تلك المهزلة التي طال انتظارها.