16 أغسطس، 2025 12:42 م

ظاهرة “وعّاظ السلاطين” ليست مجرد حدث عابر أو خطأ فردي، بل هي ظاهرة عميقة وراسخة في تاريخ الفكر السياسي والديني الإسلامي، حيث تتداخل السلطة الدينية مع السياسية بشكل جدلي أفرز طبقة من العلماء والخطباء والمحدثين والفيسبوكين الذين استخدموا الدين كأداة لتبرير الحكم المستبد، مقدّمين طاعة الحاكم والأجنبي وكأنها نوع من العبادة، ومروّجين لشعائر مقدسة باعتبارها تجسيدًا لـ”شرع الله”.

هذا الترابط بين النصوص الدينية والسلطة، وبين الشرع والسياسة، أسّس القاعدة التي استمد منها وعاظ السلاطين قوتهم وتأثيرهم. فقد كانوا أكثر من مجرد واعظين, بل صانعي خطاب ديني سياسي يخدم احتياجات السلطة عبر منحها شرعية تُسوّغ قمعها وتسلّطها.

وهذا ما ظهر واضحاً في زيارة الأربعين مؤخراً بعد أدخال صواريخ وأستعراضها من قبل جهات غير محسوبة على العراق, كذلك العسكري الذي نزع العلم الأيراني من أحدى الزائرات, بعد أن نال حصته من السب والشتم من ضعاف الوطنية على مواقع التواصل الأجتماعي, وحسابه الصارم من قبل وزارة الداخلية العراقية, رغم كونه طبق القانون بحذافيره من خلال منع رفع الأعلام والريات والصور أثناء الزيارة والتي بدأ فيها السيد السيستاني حفظه الله ورعاه بعدم رفع صوره أو وضعها في الشوارع..لكن هناك كما أرى أعلام وصور ورايات مقدسة لا يجوز المساس بها.

لذا أرى أعادة النظر بشروط زيارة الأربعين من قبل الحكومة العراقية وفق مصالح العراق الأمنية والأقتصادية والسياسية, في العام القادم, أن كنا على قيد الحياة.ص

أحدث المقالات

أحدث المقالات