كانت الدبلوماسية العراقية منذ العهد الملكي ولحين الغزو الامريكي عام 2003 متميزة بمن يشغلون المناصب الدبلوماسية وقمة هذه المناصب وزير الخارجية والذي يبدو الان مسلوب الارادة في احسن الاحتمالات شأنه شأن بقية الوزراء بسبب المحاصصة وفرض الوظائف والمناصب عليه رغم ان الوزارة او المؤسسة من ضمن حصة حزب او جهة سياسية ما.. قبل فترة قرأت تصريح لوزير الكهرباء يقول ان هناك اربع جهات تتصرف بشؤون الوزارة ؟؟
في وزارة الخارجية طافت على السطح حالات غريبة عما يجب ان تكون عليه الوزارة والمنتسبين اليها فبداّ من الوزير بعد الاحتلال لوحظ كثرة سفر الوزير والافراط في الصرف غير المناسب وما يلحقها من مخصصات تعود اليه من هذه الوظيفة …لقد وصل الحال في بعض السفارات ان يقوم بعض المنتسبين في الاتجار بالمشروبات الروحية والسكائر وغيرها مما دعى الجهات الرسمية في تلك الدول الى لفت نظر الحكومة العراقية لذلك ,كما ظهرت صور وفديوات تسيء الى منزلة السفير والدولة وما خفي كان اعظم منها ظهور سفير العراق في الاردن في حينها حيدرالعذاري مع زوجته والمطرب راغب علامة في وضعية مشينة وهو يبتسم كما ظهر سفير العراق في لبنان حيدر البراك وهو يضع قاذفة اربي جي على كتفه في جنوب لبنان وفي مشهد اخر يظهر حميد القدو القائم بالاعمال في موريتانيا وهو يرتدي الدشداشة مع مغنية مورتانية … وعلى سبيل الذكركذلك خضير الخزاعي نائب رئيس الجمهورية في حينه وقضية مدارس الهياكل الحديدية والتي اصبحت من الذكرى واستدل الستار عليها واستفرد بالسفارة العراقية في كندا وعين ولديه وشقيقته وابنتيه وزوجهما فيها واشترى اربع قصور في كندا وعين ابنه ياسر مستشار في السقارة العراقية في الكويت كما استولى في المنطقة الخضراء على دار عبد التواب ملا حويش والبالغة مساحته 1000 متر ومن يبحث في هذا المجال يجد العجب العجاب وكانما وزارة الخارجية وزارة للترفيه عن البعض المحسوبين على جهات حزبية او سياسية
————
لقد كانت وزارة الخارجية متميزة عن وزارات الدول العربية وحتى العالمية وظهر فيها شخصيات يشار لها بالبنان مثل فاضل الجمالي وعصمت كتاني وناجي صبري وعدنان الباجه جي
ووسام الزهاوي وعبد الامير الانباري وغيرهم
فلماذا هذا الانحدار ؟؟؟ ان وزارة الخارجية والسفراء والقناصل هم مراّة الدولة العراقية وهي ان صح التعبير الجهة التي يجب ان لا تخضع الى اي جهة سياسية واستبعاد اي محاصصه عنها ويجب من يشغل وظيفة الوزير بعيدا عن اي كتلة او حزب كما في ذلك السفراء والقناصل والموظفين بكل اقسام السفارة ,, وكما يتطلب الغاء السفارات والقنصليات التي وجدت من اجل ان يتمتع بامتيازاتها اشخاص بعيدين عن السلك الدبلوماسي ولا يوجد فيها عدد منظور من العراقيين وكما يتطلب الغاء البعض الاخر في دول ليس للعراق فيها مصالح ضرورية متبادلة ودمج البعض الاخر منها في سفارة او قنصلية من اجل ضغط النفقات والصرف الباذخ على حساب حاجة الشعب العراقي الى السكن والتعليم والعلاج المناسب ويكفي ما حصلت عليه هذه الاحزاب الطفيلية التي تتمتع بالامتيازات الصارخة على حساب عموم الشعب ..
كما يتطلب اعادة النظر في منح الجوازات الدبلوماسية طول العمر للبعض وعوائلهم في مسخرة ليس لها مثيل فيما سبق بالعراق او الدول الاخرى حتى وصل هذا الجواز للفنانات والبلوكرات والفاشينستات …
في الفترة الاخيرة اشيع بين وسائل الاعلام وعموم المواطنين وجود قائمة لتوزيع السفارات والقنصليات حسب المحاصصات الحزبية والطائفية والقومية بعيدا عن الاختصاص والاجراءات المتبعة حين تعين سفير او قنصل وماشابه ومنها دخول هذه العناصر الى معهد الخدمة الخارجية وتعلم الاتكيت الدبلوماسي وحتى المظهر للشخصية الدبلوماسية وثقافتها ولباقتها وحسن تعاملها مع من يقصد السفارة لشؤون تخص الدولة المضيفة او عموم المراجعين على كافة مستوياتهم الاجتماعية فالسفارة هي الباب الخرجي لدخول العراق وفيها يرى المراجع صورة العراق بالنظام والترتيب وحسن الاستقبال والتعامل
بعد هذا هل نجد من المسؤول الاعلى التفاته الى هذه القضية وتصحيح الواقع المر وتحطيم الاصنام البشرية التي استحوذت وتستحوذ على مفصل مهم من تشكيلات الدولة العراقية ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب وايقاف الانحدار من السيء الى الاسوء ؟؟؟ نحن منتظرون.