اغتيال المرشد الأعلى الشرارة التي قد تشعل حرب الشرق الأوسط الكبرى..

اغتيال المرشد الأعلى الشرارة التي قد تشعل حرب الشرق الأوسط الكبرى..

بعد توقف العمليات العسكرية المباشرة بين إيران وإسرائيل تصاعدت على نحو لافت الحملة الإعلامية الدولية التي ركزت على مطلبين أساسيين هما الدعوة إلى نزع سلاح حزب الله في لبنان وحل الحشد الشعبي في العراق والترويج لسيناريو استهداف المرشد الإيراني السيد علي خامنئي هذه الحملة لا يمكن النظر إليها كحركة إعلامية منفصلة عن السياق السياسي والأمني الراهن بل تبدو جزءًا من استراتيجية مركبة قد تحمل وجهين متوازيين إما التهيئة الممنهجة لمسرح عمليات إقليمي جديد تمهيدًا لجولة قتال أكبر أو ممارسة أقصى درجات الضغط لدفع إيران إلى التنازل عن أوراق قوتها الإقليمية وقبول التفاوض وفق شروط أمريكية إسرائيلية أكثر صرامة من أي وقت مضى.في حالة السيناريو الأول فإن استهداف الأذرع الإقليمية لإيران وعلى رأسها حزب الله والحشد الشعبي يشكل خطوة استباقية لحرمان طهران من قدرتها على الرد عبر جبهات متعددة إذا اندلعت مواجهة مباشرة. تجريد إيران من هذه الأوراق سيخلق بيئة أمنية أكثر ملاءمة لتحرك عسكري إسرائيلي أو تحالف غربي إقليمي مع تقليص خطر ضربات صاروخية أو عمليات نوعية على جبهات متباعدة. الحشد الإعلامي هنا ليس غاية في ذاته بل أداة لتهيئة الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي لقبول أي تحرك عسكري باعتباره ضرورة لتحقيق الاستقرار لا مغامرة تؤدي إلى الفوضى. وفي ظل تزايد النشاط البحري والجوي الأمريكي في الخليج وبحر العرب تظل فرضية التحضير الميداني قائمة حتى وإن لم تُعلن ساعة الصفر بعد. أما في حالة السيناريو الثاني فالأمر يبدو كجزء من جولة جديدة من سياسة الضغط الأقصى لكن بصيغة أكثر حدة وشمولًا. التلويح باغتيال شخصية بحجم المرشد الأعلى هو ذروة الحرب النفسية والسياسية، ورسالة بأن الخصوم مستعدون لاختراق كل الخطوط الحمراء. مثل هذه الإشارات تهدف إلى إرباك المشهد الداخلي الإيراني وإظهار هشاشة الحصانة التي تتمتع بها القيادة مع فتح نافذة تفاوض مشروطة بملفات تتجاوز البرنامج النووي لتشمل الصواريخ الباليستية والنفوذ الإقليمي. هذه المقاربة المزدوجة للعصا والجزرة تمنح واشنطن وتل أبيب مرونة في الانتقال من الضغط السياسي إلى التصعيد العسكري إذا وجدت أن طهران لا تستجيب.لكن الأخطر هو السيناريو الذي يتجاوز التهديد إلى التنفيذ الفعلي لعملية اغتيال بحق المرشد. مثل هذه الخطوة، إذا اتخذتها إسرائيل أو أي طرف آخر ستشكل نقطة تحول تاريخية في الصراع ستكون حرب مفتوحة بدون حدود معينة إذ ستتعامل طهران معها باعتبارها إعلان حرب وجودية وستطلق ردًا استراتيجيًا شاملًا يستدعي تحريك جميع أذرعها في المنطقة في وقت قصير خلال ساعات أو أيام قليلة قد تُفتح جبهات لبنان والعراق واليمن وسوريا دفعة واحدة وتستهدف القواعد الأمريكية في المنطقة وتتعرض العمق الإسرائيلي لضربات مكثفة فيما يتحول الخليج وباب المندب إلى مسارح عمليات بحرية خطيرة تهدد شريان الطاقة العالمي. عندها ستفقد القوى الكبرى القدرة على ضبط إيقاع التصعيد وسيتحول الصراع إلى مواجهة مفتوحة غير قابلة للتنبؤ بمسارها أو نهايتها.

المحاذير في هذا السيناريو هائلة ليس فقط على الصعيد العسكري بل على المستوى الاقتصادي والسياسي العالمي وستكون كل المصالح الامريكيه أهداف بمنطقه الشرق الأوسط وخارجها ولهذا الخيار عواقب وخيمة وعاليه الكلفه على امريكا واسرائيل ومن بين تلك المصالح تعطيل ممرات النفط الحيوية وانهيار الأسواق واندفاع أطراف دولية وإقليمية إلى التدخل سواء لدعم أحد الطرفين أو لاحتواء الموقف، كلها عوامل ستجعل المشهد أكثر تعقيدًا واندفاعًا نحو حرب إقليمية شاملة. إن مثل هذه الخطوة الجنونية من جانب إسرائيل لن تفتح لها باب النصر السريع، بل ستزج بها في حرب استنزاف متعددة الجبهات، وستخلق واقعًا جديدًا قد يتجاوز في خطورته كل ما شهدته المنطقة منذ عقود. في المحصلة المنطقة اليوم تقف على حافة مفترق طرق حاد حيث تتداخل أدوات الضغط السياسي مع مؤشرات الاستعداد الميداني ويظل الخطر الأكبر ماثلًا في أن أي خطأ في الحسابات أو اندفاع غير محسوب نحو استهداف القيادة الإيرانية قد يحوّل التوتر الحالي إلى حرب شاملة بين جميع الأطراف حرب قد يعرف الجميع كيف تبدأ لكن أحدًا لن يستطيع التنبؤ بكيفية نهايتها ايران غلق كل فجواتها التي حصل بالحرب السابقه بل امتلكت لان أسلحة استراتيجية اكثر فتك وتأثير على اسرائيل وأمريكا ولن تكون دول الخليج في مأمن وهي تستضيف القواعد الامريكيه على ارضيها ولهذا اننا نقول أي عمل جنوني من هذا النوع سيكون شرارة الحرب التي تحرق منطقه الشرق الأوسط ..

أحدث المقالات

أحدث المقالات