الغاز العراقي الى ايران لمعالجته واعادته.. هل من جدوى ؟ !

الغاز العراقي الى ايران لمعالجته واعادته.. هل من جدوى ؟ !

العلاقات العراقية مع الدول المختلفة تحظى بالمتابعة , وخصوصا مع الدول الخاضعة للعقوبات الاقتصادية الاميركية ومنها ايران , فأي اتفاق بينها وبين العراق مرصود ومتابع ليس من قبل امريكا لوحدها , وانما من دول اوروبا وغيرها , وتخضع العلاقة معها للتحذير والتنبيه وبالتالي للعقوبات اذا ما جرى خرق ما مفروض عليها .

ورغم ان الدول التي تخشى هذه العقوبات وبغض النظر عن عدالتها او جورها , تحاول الدول تجنبها ولا تقع في المحذور وتحت السطوة الامريكية والتأثير المباشر والخسائر مادام هناك بديل اخر يحفظ المصالح الوطنية .

بقيت الحكومة العراقية , رغم الوضوح في الموقف , تدور وتلف حول العقوبات طوال هذه السنين , وهي تلمس وتعلم الضرر من استيراد الغاز والطاقة الايرانية , وعدم القدرة على الايفاء بمتطلباتها , وما جرته من تشجيع للظواهر السلبية والمخربة للاقتصاد الوطني , وذلك بدافع التضامن في مواجهة العقوبات الاميركية والاوربية الظالمة والمساعدة على كسرها .

والاكثر ضررا لم تعمل على مخرج من هذا الوضع باستغلال الثروة الوطنية والخلاص من هذا النفوذ والهيمنة بتنمية الامكانات الوطنية الا ما بدء مؤخرا ولكنه ببطء شديد ولكنها استمرت تبرم اتفاقات جديدة , بل تدعو بعض القوى في السلطة والمؤثرة الى تحدي المجتمع الدولي بهذا الجانب .

حتى ما جرى من محاولات تحت ضغط الالحاح الجماهيري كانت لذر الرماد في العيون , فاعلان عن مذكرة تفاهم لاستيراد الغاز التركماني لم يكن جديا فكيف وايران ترزح تحت العقوبات واضطرت لتجميد الاتفاق , كما ان بناء المحطات العائمة للغاز التي قيل ان تنفيذها سريع جدا لم نعد نسمع عنها شيئا منذ عدة اشهر , وليس الحال بأفضل منه بالنسبة الى بواخر توليد الطاقة الكهربائية , ولا الربط مع الشبكة الوطنية مع بلدان الخليج وغير ذلك من الشواهد التي تدل على الاستهانة بأنهاء المشكلة .

الواقع لا فككاك من هذا الواقع المؤذي , فاخر ما تفتقت عنه اذهان الجهات المسؤولة

تصدير الغاز العراقي من ميسان الى ايران لغرض معالجته وتحويله لغاز جاف ومن ثم اعادته الى العراق لاستخدامه في انتاج الطاقة الكهربائية , هذا الاتفاق يتناقض مع تقليص الاعتماد على الخارج وصولا الى انهائه ولا ندري كم هي كلفة هذا التحويل , وهل تعيد ايران الغاز المرسل كله ام جزء منه في ظل ازمتها في معالجة غازها المحترق وترتيبها الثاني عالميا في ذلك , والنقص الذي تعاني منه وحل مشكلتها ؟ انه اتفاق يفتقد الى الشفافية والمعلومة , ولماذا لا ننشأ محطة لتجفيفه داخل البلاد ؟ ام ان الامر هو تعميق الارتباط مع ايرا ن وجعله لا خلاص منه .. وقبل ذلك هل يوافق المجتمع الدولي على هذا , وهل هو واقعي ومجدي اقتصاديا واسهل من بناء محطات وطنية خاصة بالعراق ينتفع منها ابنائه دون مشاطرة الاخرين بمواردهم؟ .

الواقع ان هذا تخبط جديد لن يثمر الا عن استمرار الفشل في بناء سياسة ناجحة لتوليد الطاقة والاسرع في اقامة المشاريع الوطنية داخل البلاد تتحكم الحكومة بمفاصلها وليس الاجنبي .

أحدث المقالات

أحدث المقالات