مسرحية تربوية للأطفال(محاكمـة الذئـب)

مسرحية تربوية للأطفال(محاكمـة الذئـب)

الشخصيات:
القاضي البومة: حكيمة، عاقلة تمثل العدالة.
الذئب :مخيف شخصيته معقدة.
الأرنب: نشيطة وحساسة.
الثعلب : ساخر، ماكر.
الغزالة: طيبة، لطيفة، تدافع عن العدل.
السلحفاة: بطيئة لكن عميقة التفكير.
العصفور : مراسل الغابة ينقل الأخبار.
المنظر:(غابة خضراء تملؤها أصوات الطيور مع شجرة كبيرة كتب عليها: محكمة الغابة وحول الشجرة مقاعد بسيطة على شكل جذوع مقطوعة وكأنها أماكن للجلوس)
العصفور (يطير بحماس):أستيقظوا يا أهل الغابة! اليوم يوم استثنائي
الذئب سيحاكم أمام الجميع!
تهمة خطيرة! تهديد الأرنب في وضح النهار!
(تدخل الحيوانات تباعا بدهشة وقلق يتهامسون)
الغزالة: هل ما سمعته صحيح؟ الذئب هدد الأرنب؟ لكنه تغير منذ شهور
الثعلب(بسخرية):تغير؟ الذئب لا يغير أنيابه… فقط يشحذها!
السلحفاة:لا نحكم عليه قبل الاستماع هكذا تكون العدالة.
(تدخل البومة القاضي، تقف فوق منصة صغيرة. تصمت الأصوات)
البومة القاضي (بحزم):أفتتحت جلسة محكمة الغابة الكبرى!
في قضيتنا اليوم: الذئب متهم بتهديد الأرنب.
هل جميع الأطراف حاضرة؟
العصفور :حاضرون، يا سيدة العدالة!
البومة القاضي: نبدأ بسماع الشاكية… الأرنب.
الأرنب (ترتجف قليلًا):كنت أجمع الجزر قرب التل…
وفجأة ظهر الذئب خلف الشجرة، اقترب وقال بصوت غليظ:
لو لم ترحلي من هنا، ستندمين!
ركضت خائفة ولم أجرؤ على النظر خلفي.
البومة القاضي: كلام خطير…
الآن نستمع للمتهم. تفضل ياذئب.
الذئب( رأسه منخفض):أنا بريء لم أهدد الأرنب كنت أحذرها
كان هناك فخ منصوب خلف الشجرة…
رأيت السلك، وشممت رائحة المعدن.
قلت لها: لو لم ترحلي من هنا، ستندمين
لأنني خفت أن تقع في الفخ.
الأرنب (باندهاش): فخ؟ لم أنتبه له…
الثعلب (بصوت عالٍ):أوه… هذا يغير مجرى المحاكمة تمامًا!
البومة القاضي:هل من شهود؟ هل رأى أحد الفخ؟
السلحفاة:كنت أمر من هناك لاحقًا.
وجدت أثارًا غريبة ورائحة زيت حديدي.
ربما الذئب يقول الحقيقة.
العصفور :أنا صورت المكان من الأعلى… لحظة… (يرفع كاميرا خشبية صغيرة)
نعم ها هو السلك اللامع تحت الأوراق!
الغزالة (مبتهجة):يا للروعة! الذئب أنقذ الأرنب!
الأرنب(تقترب من الذئب):أنا آسفة… ظننت بك السوء دون أن أستمع.
الذئب (بلطف):لا عليكِ… تعودت على الخوف في عيون الآخرين.
لكني أحاول أن أكون أفضل.
البومة القاضي (بوقار):تنبيه الجميع: لا نحكم على الآخرين من ماضيهم فقط.
درس اليوم: الاستماع والعدالة هما طريق السلام في الغابة.
(تدق البومة بالمطرقة الخشبية، تصفيق الحيوانات)
(أغنية جماعية)
جميع الشخصيات تغني معًا (بإيقاع حيوي):
نسمع قبل الكلام،
نفهم كل الأحكام،
معا نزع كل الأحلام،
ونفرح في كل عام،
البومة القاضي (يرفع جناحه بهدوء):
آه… يبدو أن للقصة وجهًا آخر لم نسمعه.
الأرنب (بتردد):لكن… لكن الذئب لطالما كان مخيفًا!
ألا تتذكرون حين اختفى العصفور لأيام؟!
العصفور (يرفرف):أنا لم أُختفِ! كنت في زيارة لعمي المريض في الجبل!
الثعلب (يبتسم بخبث):وأنا لا أقول إنه مذنب… فقط كنت أحب أن أتأكد!
السلحفاة (بحكمة):يا أصدقائي، ليس كل ما نراه نصدقه، وليس كل ما نسمعه هو الحقيقة.
الذئب (يتقدم بخطوات خجولة):أعرف أنني لست محبوبًا… وأن مظهري قد يخيف…
لكنني تعلمت أن أكون أفضل، أن أساعد بدل أن أخيف…
أردت فقط أن أعيش بسلام.
الغزالة (بحماسة):أنا أشهد أنه ساعدني دون أن يطلب شيئًا بالمقابل!
العصفور: وأنا سأضيف شيئًا… الذئب لم يأكل منذ يومين!
لقد رأيته يبحث عن التوت، بدلًا من اصطياد أحدنا.
(( إعلان الحكم))
البومة القاضي (يطرق بمطرقته الخشبية):
بعد الاستماع إلى كل الشهادات…
وبعد أن ظهر أن الذئب لم يكن مذنبًا…
بل كان مثالًا للتغيير والتعاون…
أعلن:الذئب بريء، وأدعو الجميع للاعتذار له…
ولتقديم وجبة شهية جماعية كرمز للصداقة.
الجميع بصوت واحد:
نعتذر منك ياذئب!
الذئب (بتأثر):أنا أسامحكم جميعًا… وشكرًا لأنكم استمعتم لي.
(احتفال الغابة)
الموسيقى ترتفع … الحيوانات ترقص وتغني
(أغنية جماعية):
(اللحن بسيط يمكن أن يؤديه الأطفال)
قبل أن نرى… قبل أن نعرف
الذئب والأرنب… صاروا أصدقاء
قبل أن نرى…قبل أن نعرف
كنا نخشى…ونخاف ونرجف
الذئب والأرنب… صاروا أصدقاء
البومة القاضي:وتذكروا يا أحبتي…
العدل ميزان الغابة!
(مقدمة شعرية تلقى بصوت السلحفاة)
السلحفاة: (تقف وسط المسرح، والإضاءة عليها فقط):
في غابة خضراء… مليئة بالحكايات
تعيش الطيور، والغزلان، والأرانب النشيطات
ولكن يومًا، عم فيها الخوف، والتهم، والشتات
فهل نحكم بالظن؟ أم نصغي لصوت الحق بثبات؟
تعالوا معنا، في قصة عن عدل وتسامح وثبات…
عنوانها: محاكمة الذئب، فافتحوا الأبواب للحق والحكايات!
(تبدأ الموسيقى الانتقالية، وتضاء الخشبة تدريجيًا)
(احتفال وتسامح)
الثعلب (يمسك بيد الذئب ويضحك):
صدقًا لم أتوقع أن أصفق لك ياصديقي… لكنك أذهلتني!
الأرنب (بخجل):وأنا آسفة… كنت خائفة، ونسيت أن أتحقق.
الذئب (بلطف):خوفك طبيعي، لكن الاستماع شجاعة
وأنا أشكركم لأنكم منحتموني فرصة.
البومة القاضي (ينظر إلى الجميع):
علنا جميعًا تعلمنا اليوم… أن الحق لا يؤخذ بالصوت الأعلى، بل بالصدق والأمانة.
( الجوقة معا بحماس)
هيا نغني للسلام
نرسم غدا بلا ظلام
بالأمل نمحو الآلام
ياأصدقاء… لنحيا بسلام
هيا نغني… كل الأيام
هيا نغني للسلام…للسلام…للسلام
(يمكن تكرار المقطع الأول مع تصفيق تدريجي من الممثلين والجمهور)
السلحفاة (تتقدم إلى مقدمة المسرح): وهكذا يا أصدقاء…
تعلمنا اليوم أن العدالة لا تبنى بالخوف…
بل بالتحقق، بالحوار، وبالاستماع لكافة الأصوات…
فليحمل كل منا هذا الميزان في قلبه… أينما ذهب.
((لحظة الأعتراف…الموسيقى هادئة))
الغزالة (بصوت رقيق):ياذئب أتعلم؟ ربما أخطأنا جميعًا لأننا لم نرى قلبك، بل رأينا أنيابك فقط.
الذئب (يبتسم بحزن): وأنا أيضًا لم أكن أحاول أن أشرح نفسي من قبل… كنت أهرب أو أغضب، وهذا جعل صورتي أسوأ.
الأرنب (تقترب بخطوات صغيرة): إذن… فلنبدأ صفحة جديدة. أنا مستعدة لأن أكون أول صديقة لك… إذا أردت.
الذئب (بعينين لامعتين): أريد… وأعدكم أن أكون ذئبًا يحمي الغابة لا يخيفها.
البومة القاضي: هذا ما يجعل الغابة قوية… عندما نتعلم من أخطائنا، ونمنح الفرصة لمن يريد التغيير.
(الإضاءة تعود مشرقة، أصوات طيور، الجميع يقترب من بعضهم في دائرة)
(الاحتفال الكبير)
(الموسيقى ترتفع،رقص دائري للأطفال)
الجميع: بصوت واحد:
الغابة بيتنا… والعدل قوتنا
(أغنية جماعية بنبرة المرح المحب للسلام)
نحب أن نعيش بسلام
لا حرب ولا خصام
يا أصدقاء الصغار
الحب هو القرار
سلام… سلام… سلام
لكل البلاد والسلام
البومة القاضي:وتذكروا يا صغاري…
أن العدل لا يعيش في الأوراق، بل في القلوب التي تعرف أن تسمع قبل أن تحكم.
السلحفاة: وهكذا يا أصدقائي… عرفنا أن حتى الذئب الذي كان يخيفنا، قد يكون في قلبه ضوء
وأن الحكم العادل لا يبنى على الخوف أو الشائعات، بل على الصبر والتحقق.
فلنجعل قلوبنا محاكم عادلة… وأبوابها مفتوحة للحق دائمًا.
(صوت جماعي ببإيقاع متناغم)
بالعدل نحيا… وبالمحبة نبني الغابة… فإلى اللقاء ياأصدقاء… تذكرو دوما أن تسمعوا…قبل أن تحكموا
(تسمع زقزقة العصافير وضحكات الأطفال)
(النهايــــــة)
تنويــه: ((لايجوز أخراج هذا النص أو الأقتباس منه أو أعداده دون موافقة المؤلف))
محمد صخي العتابي
[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات