ظهرت الشتائم عندما لم يعد الناس قادرين على رمي الحجارة”

ظهرت الشتائم عندما لم يعد الناس قادرين على رمي الحجارة”

يُعدّ الإرهاب الرمزي الوجه الثاني للإرهاب الجسدي، بينما يُعدّ العنف اللفظي شكلاً من أشكال التعويض عن الهزيمة في القتال اليدوي. وكما قال عالم نفس: “ظهرت الشتائم عندما لم يعد الناس قادرين على رمي الحجارة”. أن أصل الكتابة في مجال المحادثات لابد أن يستند على الركائز اللغوية الاساسية اللفظية السليمة وانهيار الأسلوب في كتابة الكلام ورد الكلام هو بعين ذاتها انهيارا للأخلاقيات الكتابية اللفظية ما بين أفراد المجتمع وتتحول الاسلوب المتبع الى نهج عدواني وخاصة لدى الطبقات والفئات المعينة من المجتمع حيث يلجؤون الى اساليب غير إدراكية. السؤال المطروح لماذا يلجأ كثيرون الى هذا الأسلوب ولماذا أكثر المتدينين يلجئون الى اتباع الأسلوب هو أسلوب انتقامي سيكوباتي ممل في مجتمعنا إلى التطرف والعدوانية في خطبهم و تعليقاتهم ومنشوراتهم على مواقع التواصل الاجتماعي؟ عندما تظهر أي شخص بصورة ما او فتى او فتاة ، أو فنان ذو أسلوب مختلف، أو كاتب ذو أطروحة ورأي خاص، يلجئون إلى الشتائم والقفز على الحريات والشعور الجمعي او الفردي للمجتمع وهناك حالات ذات جوانب ايجابية وشفافة يمكن ادركها الا انه رغما على ذلك تبدأ اسلوب الشتم التهجم على ذات الشخص بمثابة انتصار في معركة فكرية للصاحب الكتابة وهذا يمكن تسميته بالإرهاب الروحي ؟! هل هذه ظاهرة جديدة ؟ أم أنها متجذرة في الجانب المظلم من لا وعينا ؟ هل يتعلق الأمر فقط بسلوك بعض خطباء المنابر والقادة الدينيين المتطرفين على مواقع التواصل الاجتماعي؟ أم أنها مرض اجتماعي عام، جزء من نقص متقطع في الانفتاح على منصات الإعلام الجديدة ؟ بالطبع، بعد التطور العلمي والفكري في مواقع التواصل الاجتماعي وكثرة المتعلقات الخاصة به من الامور النظرية واستعمال الاصابع في بيان الرأي بصورة متدنية وبروز هذه الخاصة في الطبقة المتدينين بكثرة وافرة و لا تعكس منشورات وتعليقات مواقع التواصل الاجتماعي آراء متدينين بشكل كامل ؛ ولكن يمكن اعتبارها مؤشرات و”بيانات خام” لتقريب المزاج العام لمن يعتبرون أنفسهم حماة للقيم والمقدسات، وكذلك لفهم عقول بعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي المجروحة بشكل عام رغما على ان السب والشتم من المفردات اللغوية المخترعة من قبل البشر من خلال الوعي والإدراك باللغة وهناك حالات يؤكد عليه علم النفس بأنه في فترة من فترات التطور السيكولوجي للشخصية البشر كان عونا لها في التحول الى مراحل التطور للشخصية البشر عندما لم يكن هناك قواعد سلوكية لمفردات اللغوية في المجتمعات . وعند الدراسة هذه الظاهرة يتبين ليست جديدة. السب والشتم التسقيط اللغوي لغة عامة لدى الاكثرية ويقابلها بالضد عدم التقبل به من قبل المنظرين والفلاسفة والمتدينين . الا انه حدث له عملية تجميل خاصة وبذات لدى الساسة في ادارة صراعاتهم في كل المراحل الهيمنة لطالما استخدمها المنظرون السياسيون المتعصبون. في قديم الزمان ، وهناك سبب آخر لانتشار المعاقل السيبرانية، وخاصةً من قِبل القادة الدينيين المتطرفين، يتعلق بالهزيمة العسكرية التي مُني بها الجهاديون في الشرق الأوسط والعالم عمومًا. والآن يلجئون بشكل متزايد إلى الجهاد السيبراني لنشر الخوف والإرهاب الرمزي بين الناس.. في علم النفس استخدم القوميون والشيوعيون الإرهاب الفكري ضد خصومهم. في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، سخر من اعتبروا أنفسهم يساريين وتقدميين من المتدينين والأميين وأتباع الطرق الصوفية في المناطق الريفية. لكن الآن انقلبت المعادلة، إذ لجأ المتدينون والمحافظون إلى الإرهاب الفكري والتحصين الإلكتروني. هذه المرة، إرهابٌ يرتدي ثوبًا مقدسًا، يلجؤون إلى انتهاك كرامة الإنسان باسم الله ، ويدعون الناس إلى اختيار الطريق الصحيح بالشتائم. التنمر: يُعبّر التنمر، أو التنمر اللفظي، عن عقل مريض يلجأ إلى الإساءة النفسية وانتهاك كرامة الضحية، ليس لأنه أخطأ، بل لأنه اختار أسلوب حياة وتفكيرًا لا يشبهانه. أحيانًا، على العكس، ولأن الضحية يعاني من مشكلة اجتماعية أو نفسية أو جسدية لم يكن هو سببها، يصبح فريسة أسهل. من هنا الاعتراف بواقع حال المجتمع أمر بدون نقاش او سجال لقد انسلخ المجتمع الى طبيعة هدامة مجتمعة فيها مجموعة من العقد النفسية وسعو بقلق الداخلي قتل وهم يعتبرون أنفسهم مضحين وضحايا ايضا في النفس الوقت من خلال طبيعتهم الممزوجة بالصرع السيكولوجي لبناء الفرد داخل المنزل وخارج إطار المنزل في وحشة المغلقة في الازقة الخالية من المزايا الاساسية لبناء مقومات البشر وان الاستمتاع واللذة بإيذاء الآخرين هو بمثابة راحة لهم وتم استغلال هذه العقد من قبل الانظمة الدفاعية في إطار النظام الدولي في سيل إضعاف المجتمعات للسيطرة على ما بقي من فتات البشرية الهدامة .

أحدث المقالات

أحدث المقالات