كلما تساءلت كيف يكون القائد العراقي الذي عليه أن ينتشل الوطن من مستنقعات الأوجاع , وضياع الأمن والأمان, وتنامي السلوك البشري السلبي المنفعل , الذي يفضي إلى وديان الأحزان والحسرات والآلام , تنطلق دوامات أفكار وشلالات ضياء , ومشاعل نور , وتتراكم جياشة في فضاءات الخيال.
وتأخذ الكلمات بالتقافز على السطور كأنها أطيار حب ورحمة وأمل.
كلمات تقول أن العراق سيتعافى من أوجاعه وسيكون بأحسن حال , وسيتفاعل أبناؤه بطاقات المحبة والود من أجل صناعة المستقبل الزاهر السعيد للأجيال , وسيكون برغم الذي كان بأعلى درجات القدرة والإمكان.
العراق بلاد المحبة والطيبة والكرم والإبداع , والإضافات الحضارية الأصيلة في ميادين العطاء الإنساني المتنوعة , سوف يمتطي جواد الصيرورة والتألق والإقتدار العالي , والإحساس بالمسؤولية الإنسانية والتأريخية والحضارية , التي يحملها على أكتافه منذ أن أعلن البشر وجوده على سطح الأرض.
العراق- وكما تقول الكلمات الجياشة في فضاءات الخيال العراقي – سينجب قائدا يرتقي إلى مستوى البلاد , وسيكون عنوانا منيرا في سماء التأريخ الحضاري , وأن الوطن في لحظة مخاض عصيبة كبرى , ستنجب القائد الذي يريد , وسيقود سفينة الصيرورة الجديدة ويشق بها عباب التألق والبناء الشامل , لكل مفردات الشعب العراقي الأصيلة.
نعم إن الكلمات تقول بأن المخاض العراقي الصعب, سينجب القائد المنقذ , وسيكون العراق وتتحقق الأماني , ويرى العراقي الأمل والنور وينعم بالسعادة والأمن والأمان.
العراق في أعلى درجات الأمل والثقة بأن أبناءه سيصنعون القائد , الذي سيحقق العراق ويطلق طاقات العرقيين في كل مكان , ويحمل راية البلاد الزاهية في ربوع الأرض الفيحاء.
القائد الذي يحلم به العراق , يريده أن يكون بحجم الوطن أرضا وشعبا وحضارة وتأريخ.
قائد يستوعب العراق ويعشقه من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه, بكل تنوعاته وإختلافات ألوانه.
قائد يرى في عيون كل عراقي عز العراق ومجد العراق.
قائد يفيض بالحب والرحمة والعدل واللين .
قلبه قلب كبير وعقله متنور ومنفتح على ما يدور في أرض العراق.
قائد يجالس بروحه وعقله وقلبه العراقي مهما كان لونه وفكره وشكله وزيه وعقيدته , وينحني أمامه بإسم العراق الوطن الذي يحتضن الجميع بالحب والحنان.
قائد يدرك معنى مسيرة دجلة والفرات إلى بعضهما البعض لتحقيق الحضارة العراقية , والوحدة الإجتماعية الراسخة التي إستعصت على القرون.
قائد تجرد من ذاته وإرتقى بروحه وفكره إلى مستوى القادة الأفذاذ , الذين أسسوا لملحمة الوجود الرائع في أوطانهم أمثال جورج واشنطن ونلسن ماندلا , وغيرهم من القادة الذين ترفعوا عن الكراسي والمناصب , ووضعوا نصب أعينهم الأجيال ومصلحة الوطن والشعب.
قائد إنساني مترفع عن الصغائر , ويرنو ببصيرة القادة التأريخيين الذين أسهموا في صناعة السعادة البشرية.
قائد يرفض التهديد والوعيد واللعب بالنار وسفك الدماء لأي الأعذار , ويؤمن بالحوار والمحبة والعفو والسلام والأمان , ويحتضن إبن العراق ويضمه إلى صدره ويذرف دمعة حب على أكتافه , وهو يقول علينا أن نعمل سوية من أجل خير العراق.
قائد يؤمن بحقن الدماء والحفاظ على الأرواح , ويحمل راية العدل والمحبة والرأفة.
قائد ينادي بأعلى صوته: ” أيها الناس لقد أصابنا ما أصابنا فيكفينا ما أصابنا , وعلينا أن نكون يدا واحدة في مسيرة البناء ومداواة الجراح , ونواسي بعضنا البعض بما جرى لنا , ونفكر بأطفالنا
وببلدنا , ونسعى إلى تحقيق سعادتنا سوية , فلا عراقي أفضل من عراقي , ولا عراقي أكثر عراقية من عراقي , بل الجميع سواسية وعليهم واجبات ولديهم حقوق في الوطن العراقي الحبيب , الذي يشملنا جميعا بحبه ورعايته”
قائد فوق المذهبية والتحزبية وكل ما يسيئ للصفة العراقية وينتقص منها ويتناساه.
قائد أدرك حجم وطنه وقيمة المواطن , وإرتقى بكل ما فيه إلى مستوى العراق , ويكون صوته الأصيل المعبر عنه والساعي لرعاية أبنائه , وتوفير الظروف الملائمة لتحقيق ما عندهم من طاقات وإبداعات مفيدة.
أيها القائد الذي نريد!!
هل سترتقي إلى حيث يريد العراق والعراقي , وهل ستمنح الأجيال العراقية القادمة الفرصة التأريخية اللازمة للتحقق والحياة الحضارية المتطورة , التي تصون الحقوق والكرامة وتعلي قيمة الواجبات والإضافات العراقية الجديدة إلى مسيرة الحضارة الإنسانية؟؟
وهل ستحقق النقلة النوعية الحضارية المطلوبة؟
أيها القائد الذي نريد!!
العراق في أشد الشوق إليك وأعلى درجات الإستعداد للتفاعل معك من أجل الخير العراقي والسلامة العراقية والآمان العراقي.
أيها القائد الذي نريد!!
العراق يناشدك أن تمنح الأمل فقد تعب العراق من اليأس.
العراق يناشدك الرحمة والرأفة , فقد تعب العراق من العنف والقسوة والإمتهان.
العراق يناشدك حقن الدماء , فقد سئمت أرض العراق الدماء الزكية البريئة , التي تشربها كل يوم.
العراق يناشدك نبذ العنف , وأن تتحدث بلغة الرأفة والرحمة والحب , والإهتمام بالعراقي لأنه عراقي ومولود على أرض العراق.
العراق يناشدك أن لا تسأل العراقي مَن أنت بعد أن تعرف أنه عراقي.
العراق يناشدك أن تسقط من قاموس كلماتك كل كلمة فيها معنى التشظي والفرقة والتفتت.
العراق يناشدك أن تتحدث مثل قادة الأوطان , بلغة وطنية صافية نقية لا تعرف أي شرخ أو خدش.
العراق يناشدك أن تتكلم بإسمه وأن تذيب كل موجود في بودقة العراق الآمن المستقر الديمقراطي السعيد , الذي يتآلف فيه العراقيون وكأنهم جسد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر أعضاء الجسد بالسهر والحمى.
العراق يناشدك أن تكون عراقيا في كل ما تفكر به وتقوله وتسعى إليه , ولا شيئ عندك يعلو على العراق ولا شيئ عندك أسمى وأرقى من العراقي.
فهل يا ترى أيها القائد سنلقاك فتكون المنقذ من الآهات , والآخذ بنا إلى جنان الحب والمسرات.
أيها القائد الذي نريد!!
أنت موجود وعليك أن تعبّر عن عراقيتك الأصيلة , وروحك الإنسانية المتطلعة للخير والمحبة والسعادة والعدل والأمان والصلاح والفلاح والسؤدد.
وبعد ثمان سنواتٍ من كتابة هذا المقال هكذا كان الجواب؟!!
لكن الأمل يبقى وينتصر , فأبشر يا عراق , وأكثركم سيحسب ما تقدم ضرب خيال بعيد!!