26 نوفمبر، 2024 12:37 م
Search
Close this search box.

لايوجد مؤامرة اخطر من نوري على التجربة السياسية في العراق

لايوجد مؤامرة اخطر من نوري على التجربة السياسية في العراق

في مقال كتبته في 5/1/ 2014 م ، ابان احداث فض اعتصامات الانبار وما بعدها تحت عنوان ( هل هناك تنسيق بين داعش ونوري المالكي ) تساءلت فيه حول القصور الفاضح ، والفشل المتكرر ، الذي ينتهجه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في االملفات السياسية والامنية لازمة العراق القائمة ؟.
واشرت انذاك الى ان هناك ظاهرة (تنذر بخطر عظيم ) في ممارسات السيد نوري المالكي على كل التجربة السياسية العراقية الا وهي ظاهرة القرارات والممارسات السياسية والامنية الخاطئة  والكارثية والغير مستوعبة تماما للادارة الناجحة لازمة العراق  والتي ان حللناها بتروي نجد انها لاتصب الا في صالح قوى الارهاب والتطرف القاعدي والبعثي من جهة ، ولا تخدم الا اعداء العملية السياسية في العراق ، وما يرومون الوصول اليه من اهداف بفشل هذه العملية قبل اسقاطها !!.
وختمنا بالقول : ان قرارات وادارة وتصورات وسياسات …… السيد نوري المالكي في العراق اما ان تنم عن رجل فاشل ، واحمق لايدري ولايدري انه لايدري ، واما انه رجل متواطئ وصاحب اجندة ولديه سيناريوا للعب بالنار الطائفية والارهابية في استمرار الفوضى في العراق من اجل استمراره في السلطة التي فشل بادارتها بحكمة نزع الازمات بدلا من صناعتها حتى ولو كان على حساب بحر من دماء واستقرار ووحدة العراق وانسجام مكوناته الاجتماعية !!.
كالعادة (النفخ في قربة مخروقة كالهواء في شبك )لا احد يستمع من رجال النفوذ ((السياسي اوالديني او العشائري او الاعلامي )) في العراق باعتبار ان كل نقد يوجه للعملية السياسية ومديرها الاوحد اصبح يؤخذ على اساس انه اما  منطلق من احقاد شخصية على السيد نوري المالكي (ولا اعلم على ماذا يحقد النقاد على نوري المالكي  الذي يرثى لحاله وفشله  أعلى نجاحه مثلا يحقد النقاد على نوري المالكي ؟.) او منطلق من خلال المؤامرة !!.
بعد ان حلت الكارثة على راس العراق ، والعراقيين وتجربتهم السياسية (( التي دائما ما كنا نصفها بانها التجربة العربية الوحيدة التي متوفرلها جميع اسباب ، وعوامل النجاح الدولية والداخلية ، ماعدى وجود مدير ناجح لهذا البلد  )) بسقوط الموصل وانهيار شبه كامل للقوى العسكرية ، والامنية في معظم  المنطقة الغربية ، ووصول الخطرالى عقر دار   كل العراقيين  شمالا وجنوبا ، واضطرار المرجعية الدينية ( الشيعية والسنية والمسيحية و … ) للتدخل باصدار فتوى لانقاذ الموقف ، وتعويض ما انهار بلحظة من الجيش العراقي  وبعد ان تصدع مشروع ، ومشروعية الدولة تماما ….
 ظهر علينا نفس الاعلام والقوى السياسية المنتفعة والمرتشية والفاسدة  التي اوصلت العراق الى حافة الهاوية ليعلنوا لنا من جديد (( انها المؤامرة )) !!.
نعم هكذا كان المقبور ( صدام حسين ) يتعامل مع كل فشله في ادارة الدولة العراقية الحديثة ،واخفاقه واجرامه ، وحقده على العراق وشعبه وصناعته لازمات الحروب المتكررة … ، حتى اورد العراق والعراقيين الخسف والذل والهوان ، تحت مبرر (( المؤامرة )) ،  التي يحيكها اعداء الداخل والخارج على العراق العظيم ، وضرورة الغاء اي محاسبة او شفافية لاركان السلطة واخطائهم واجرامهم الكارثي الا بعد الانتهاء والقضاء على المتآمرين !!.
انتهى العراق على يد سلطة البعث ولم ينتهي المتآمرون ومؤامراتهم !!.
ويبدو ان رفع شماعة (( المؤامرة )) بوجه كل المطالبات العراقية المهنية اليوم والتي تدعوا لمواجهة المشكلة بروح المسؤولية  ومحاسبة الفاشلين والاطاحة بهم والاتيان بكادر سياسي ينقذ العراق من عنق الزجاجة لاعادة مسيرة السفينة العراقية الى مسارها الطبيعي من جديد ، يبدو انها الشماعة التي لايملك الفاشلين غيرها ، لتعليق كل فشلهم وقصورهم السياسي عليها ولهذا ما من فاشل او دكتاتور او مجرم او لص او مغامر ……… في تاريخ العراق القديم والحديث ، الا واعتمد على صناعة الازمات ليتسترعلى فشله من جهة ، وليوهم شعبه وحاشيته والمنتفعين من فشله ، بان هناك
 مؤامرة لابدمن اسكات اي مطالبات اصلاحية سياسية ومصادرتهاالى مابعد القضاء على المؤامرة !!.
هي هي نفس سياسة (( لاصوت يعلو على صوت المعركة )) !!.
العجيب في الشأن العراقي هو ليس طبعاانخداع البسطاء والعامة والطبقات الشعبية والقبليةبمثل هكذاالاعيب سياسية امتهنها الطغاة من قبل ويمتهنها الفاشلين والطغاة لاستمرارهم في السلطة حتى اليوم !!.
العجيب الغريب ان بلداكالعراق ذاق الامرين من هكذاسياسات اعلامية تكرر عليه كل يوم لمصادرة عقله ووعيه السياسي ، ومع ذالك ينسى او يتناسى العراقيون ان العالم اليوم لاتحكمه((عقلية المؤامرة)) بقدر ما تحكمه عقلية المسائلة والمكاشفة والاستفادة من التجارب ، والاطاحة الفورية بالفاسدين والفاشلين والاتيان بالكوادر المهنية والقادرة والنشطة والذكية …..  لادارة البلدان !!.
ليس ظاهرة صحية اجتماعية او سياسية ابدا ان يؤمن شعب ما بمفهوم (( المؤامرة )) الخفية التي يحاول المتأمرون عليه ان يوهموه بوجودها بينما هي من صنع الفشل والتخاذل وعدم الاعتراف بالخطأ !!.
ليس هناك مؤامرة اخطر على شعب من ايمانه بها او بوجودها لان الايمان بالمؤامرة هوالمؤامرة الكبرى التي يحاول اعداءالشعب العراقي ان يدخلوه في زواريبها ليخلطوا عليه حابلها بنابلها !!؟ .
نعم قلت وذكرت سابقا وساكررها اليوم : (( ان اخطر مؤامرة على الشعب العراقي في القديم من الزمان وحتى اليوم هو جهلهم ، وجهالهم والفاشلين من بينهم ، الذين يحاولون اخذ مواقع الصدارة والقيادة وهم لايمتلكون اي مؤهل لذالك ، ما يوصل الى الفشل والانهيار ومن ثم  التغطية على كوارثهم تحت يافطات المؤامرة  ، لمصادرة وعي الشعب العراقي   وفكره  واصلاح ما فسد من امره والاستفادة من التجربة لبناء لامكان فيه لاخطاء مكررة )) !!.
ان المؤامرة اليوم في العراق ليست ((داعش ومجرميها)) لانها عدو ظاهر لجميع العراقيين ويجب اجتثاثه كما اجتث البعث من العراق !!.
وليس المؤامرة الحقيقية هي محاولة (( الصهاينة ، او ال سعود ، او تركيا اردوغان او امير قطر…….  )) ان يسقطوا التجربة العراقية ويمزقوا لحمة المجتمع العراقي ، ويدمروا ويقسموا  بلادهم …، لان هذا امرطبيعي  لنظم سياسية ترى التجربة العراقية السياسية ضد مصالحها ،  ووجودها الفعلي وعلى الشعب العراقي وقادته  السياسيين ان يحولوا هذه التحديات الاقليمية  الى قوة لنظامهم وتجربتهم السياسية الوليدة ، من خلال تعاملهم السياسي ،  والدبلماسي المحنك والذكي وتقوية جبهتهم الداخلية من الاختراق !!.
لكن المؤامرة الحقيقية على العراق ، وتجربته السياسية  وامنه واستقراره ومستقبله اليوم هي  من الفاشلين من ابنائه !!.
نعم لايمكن اصلاح الاحمق اواعطاءفرصة لفاشل من جديد لان قيادة البلدان وادارة شعوبها لاتحتمل اي خطأ وليس الشعوب وامنها ودمائها واقتصادها …… فئران تجارب لتسلم لفاشلين يمارسون عليها تجاربهم ، وفشلهم وكل عقدهم ونقصهم الكارثي !!.
وكما قيل :
لكل داء دواء يستطب به …….. الا الحماقة اعيت من يداويها !!.
ومن يعتقد ان هناك احمق قد يستفيد من تجاربه او اخطاءه وينبغي اعطاءه فرصة اخرى ليقود البلاد من جديد فهو احمق من الاحمق !.
لان الاحمق اخطر على نفسه واهله من كل اعداء العالم ومتآمريه !!.

*[email protected]

أحدث المقالات