ذكرى ٨/٨ من انتصر على من ؟؟

ذكرى ٨/٨ من انتصر على من ؟؟

ربما لا أجد مصطلحا او وصفا دقيقا لذلك اليوم الدي توقفت بة طبول الحرب وخمد صوت البنادق وأزيز الرصاص والمدافع” وتهادن فية الموت والحياة بعدما عاشا سوية ردحا من الزمان
ليطوى صفحة أطول حرب في العصر الحديث استمرت ثمان سنوات انتهت بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 598
لقد خلفت الحرب اثارا هائلة
و دمارا شاملا واكلة الأخضر واليابس في حرباً (عبثية) بوصفها انتهت كما بدأت وهي العودة الى الالتزام باتفاقية الجزائر 1975 فماذا ربحنا اذن.؟ تلك الحرب خطط لها
” الثالوث المشؤوم “
ودفعت الكويت والإمارات قسما كبيرا من تكاليفها فقد نفخ الاعلام العربي بالعراق بوصفة حامي البوابة الشرقية من أجل استعادة جزيرة” طنب الكبرى والصغرى الامارتية “
وبالتالي لم تغود تلك الجزر حتى اليوم ! تلك الحرب كما وصفها القادة الكبار لم ينتصر بها احد لا عسكريا ولا معنويا ولم تتغير الخرائط ولا المواقف
فالنظام العراقي وصفها (قادسية صدام ) وبقى يبكي على الاطلال كما جدة عنترة بن شداد ليخسر العراق مكانته لقد أضعفت الحرب بشكل كبير دور العراق كقوة إقليمية، وفتحت المجال لتدخلات إقليمية ودولية أوسع في المنطقة، خاصةً من قبل إيران وتركيا. أما الطرف الآخر
 إيران وصفتها بالدفاع المقدس ” لتصبح هدفا لمخطط طويل الأمد نعيش احداثة هذة الايام لقد انتصر الموت انتصارا ساحقا ببن الطرفين المتصارعين فجيوش من الأرامل والمفقودين والايتام وتدمير للبنى التحتية والفوقية وفقدان جيل كامل في كلتا الدولتين المتجاورتين لقد خلَّفت الحرب نحو مليون شهيد وخسائر مالية بلغت 400 مليار دولار أمريكي
 لقد دخل العراق الحرب بتشجيع ودعم عربي خليجي لاحدود لة وقد رسموا في مخيلة الحكومة العراقية انذاك” بأن الحرب لن يطول مداها وانها ستحسم في أيام ولكن تلك الأيام كبرت وأصبحت8 سنوات ولم يتحقق شي من اهدافها وشيئاً فشي تنصل العرب من العراق ليترك وحيدا بمواجهة عدوا شرساً إلى أن جاء هذا اليوم المفصلي وأنهى تلك الأحلام التي رسمت في السراب.
لقد فجعنا بتغير ملامح الوطن حيث كان العراق يكتب مجدة بكل ثقة سابقا دول المنطقة في تطور عجلة التنمية ليصيح بعد ذلك اليوم في مقدمة الدول المتأخرة فضلا عن فقداننا الكثير من الشباب.لقد انتشرت الامية وتفشت الأمراض النفسية والأمراض الاجتماعية وتفاقمت الازمات وهذة نتيجة حتمية للحروب
انتصر الموت على الحياة و
 خسرنا الإنسان لقد توفقت الحرب لكن آثارها شاخصة إلى اليوم اذ تحول فيها العراق الى بلد ضعيف هزيل توقفت بة عجلة التنمية الصناعية والزراعية وصرنا نستورد الكهرباء و الخضروات لابل حتى المياة من تلك الجارة التي تقاسمنا معها سوية الموت والدمار وكل شي وحتى اليوم فالعراق لم تتضح هويته البته
تأخذة الرياح تارة هنا وأخرى هناك ؟ اما الطرف الآخر الذي وصف هذا اليوم” بجرعة السم ” فقد استثمر الحرب استثمارا حقيقيا وتمكن من تطوير قدراته العسكرية والبايلوجية والهندسية والمعلوماتية وقد وصل إلى أعلى مراتب التطور وأصبحت إيران تقترب من ان تصبح دولة نووية وهي اليوم تشكل رقما صعبا في النظام العالمي إذ يُحسب لها ألف حساب وعليك أن تستنتج من المنتصر !من انتصر على من!؟ رحم الله والدي كانت لدية أمنية ان يرى هذا اليوم لكن شاء الله ان نراه نحن لنحكي لاطفالنا تلك المحرقة الكبيرة ؟