12 أغسطس، 2025 12:06 ص

عراق قوي.. من الميدان إلى مشروع الدولة

عراق قوي.. من الميدان إلى مشروع الدولة

عندما نتحدث عن شعار “عراق قوي” الذي رفعته حركة الصادقون، فنحن لا نتحدث عن جملةٍ انتخابية تُرفع على لافتة وتُنسى بعد موسم التصويت، بل عن رؤية وطنية متكاملة، نابعة من تجربة حيّة، ومن مسيرة نضال وصمود أثبتت أنها قادرة على الدفاع عن العراق في زمن الانهيار، وقادرة اليوم على قيادته نحو البناء في زمن التحدي.

الصادقون لم يولدوا في مكاتب السياسة المغلقة، ولم يكونوا يوماً من هواة المناصب والصفقات، بل خرجوا من رحم المعركة، يوم كان الوطن بحاجة إلى رجال يضعون أرواحهم قبل كلماتهم، ومواقفهم قبل مصالحهم. هم الذين لبّوا نداء المرجعية، ووقفوا في الخطوط الأمامية، وحملوا السلاح بوجه أعتى تنظيم إرهابي عرفه العصر الحديث، فحافظوا على بغداد من السقوط، وصانوا كربلاء والنجف والبصرة من المصير الأسود الذي كان ينتظرها.

اليوم، وبعد أن سقطت المؤامرات العسكرية على يد أبناء المقاومة، تنتقل المعركة إلى ميدان آخر: ميدان بناء الدولة القوية العادلة. وهنا يأتي مشروع “عراق قوي” الذي تطرحه حركة الصادقون، مشروعٌ يربط بين أمن العراق وسيادته، وبين اقتصاده وخدماته، وبين كرامة المواطن وهيبة الدولة.

“عراق قوي” يعني أن القرار السياسي لا يُكتب في سفارات الدول الكبرى، ولا يُفرض عبر شروط صندوق النقد والبنك الدولي، بل يُصنع في بغداد، وينطلق من مصلحة العراقيين أولاً. يعني أن أموال النفط تُستثمر في مصانع ومدارس ومستشفيات، لا في أرصدة الفاسدين وحساباتهم في الخارج. يعني أن الجيش والحشد والأجهزة الأمنية يعملون بيد واحدة، تحت راية الدولة، لحماية الحدود من أي عدوان، وحماية الشارع من أي فوضى.

لقد أثبتت الصادقون في البرلمان وفي الميدان أنهم أصحاب مواقف، لا أصحاب مصالح. وقفوا ضد مشاريع تقسيم العراق، وضد أي قانون ينتقص من سيادته، ودافعوا عن حقوق المحافظات المظلومة، ورفعوا صوتهم عالياً ضد كل محاولة لتهميش أبناء الجنوب والوسط، أو مصادرة قرارهم السياسي.

اليوم، نحن أمام مفترق طرق: إما أن نستسلم لتيار الضعف والفساد الذي يريد عراقاً تابعاً مرتهناً للخارج، أو أن نختار طريق القوة والسيادة الذي يطرحه الصادقون. والاختيار هنا ليس مجرد موقف سياسي، بل هو موقف وطني وأخلاقي أمام الله وأمام الأجيال القادمة.

إن دعم حركة الصادقون في مشروعها “عراق قوي” ليس دعماً لحزب أو لتيار فقط، بل هو دعم لفكرة أن العراق يجب أن يعود سيد قراره، قوي جيشه، مزدهر اقتصاده، عادل في حكمه. هو دعم لعراق يحفظ دماء شهدائه، ويصون كرامة أبنائه، ويرفض أن يكون ساحة لتصفية حسابات الآخرين.

فلنقف جميعاً خلف هذا المشروع الوطني، ولنجعل من “عراق قوي” حقيقة ملموسة، نعيشها في أماننا وخدماتنا وقرارنا المستقل. فالأوطان لا تُبنى بالشعارات الفارغة، بل تُبنى بالرجال الصادقين الذين يثبتون في الميدان، ويعملون بجد في مؤسسات الدولة. والصادقون أثبتوا أنهم من هؤلاء الرجال.