في خضم الاوضاع التي يمر بها بلدنا المستباح والتي كان اخرها سقوط محافظة الموصل وبعض اجزاء من محافظتي صلاح الدين وديالى ظهرت الكثير من ردود الافعال توزعت بين اصدار مكتب السيد السيستاني بيان يدعو فيه الى الجهاد الكفائي والتطوع في صفوف القوات الامنية وبين تشكل الوية وسرايا من قبل جهات دينية وسياسية وخروج الكثير من الشخصيات وهم يرتدون الملابس العسكرية وغيرها الا ان كل هذه الردود والاجراءات لم تلق حظها من التسليط الاعلامي والشعبي كما لقته ثلاث مواقف اعلن عنها زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر وهي اصدار بيان بتشكيل سرايا السلام وثم تبعه بيان يدعو العراقيين فيه الى التوبة والاستغفار واخيرا بيان يدعو الى اقامة استعراض عسكري في كل المحافظات في آن واحد وهذا الامر بالاستعراض يمكن قراءته بعدة اتجاهات منها انه يمثل اعتراضا عما صدر من الجميع وكأنه يقول لهم بلسان الحال وللجميع لا تستعجلوا باتخاذ القرارات واقرئوا الاحداث بصورة صحيحة فليس من المعقول ان يواجه العنف المبطن بالطائفية والمتجلبب بلباس العقيدة ان يكون بنفس السلاح لان هذا هو الذي يرقص على انغامه اعداء الدين والوطن وليس من المعقول ان يتم تحشيد الجماهير لتنخرط في جيش بلغه قوامه مئات الالاف وصرفت عليه المليارات بحجة ان هناك خيانة وعدم قدرة منه على التعامل مع الاحداث وليس من المعقول ان يتم معالجة مشكلة ما بدون ان تقوم بالبحث عن السبب الذي ادى الى وجودها وتفاقمها ولذا فان هذا الاستعراض يحمل في طياته رسالة مهمة جدا للشعب العراقي وقياداته الدينية والسياسية الى ضرورة التعقل والتعامل مع الامور بما هي هي لا بما تريده الاهواء والنفس الامارة بالسوء .