من السهل أن تجد ألف رجل ، ولكن من الصعب أن تجد أنسانا واحدا بينهم! ، فكيف اذا كان ذلك الرجل مسؤولاً عن وطن وعن شعب!. أنه لشيء جميل ورائع عندما يكون المسؤول والحاكم مؤمنا بحق وبصدق بالقيم والمبادئ النبيلة ويتحلى بالروح الأنسانية العالية ، التي أوصت بها كل الشرائع السماوية ، فهو إضافة الى ضرورة تميزه بالنزاهة والأخلاص وعفة اليد واللسان والتفاني بالعمل من أجل وطنه وشعبه ، فهو يحمل أيضاً كل معاني الرحمة والعفو والانسانية والمغفرة والتسامي والتسامح ، ويتوج كل ذلك بعدله في الحكم بين شعبه لا فرق عنده بين كبير القوم وصغيرهم أمام العدالة والحق . وفي الحقيقة قلما تجد ذلك لدى الحكام العرب!! . ولكن كم كان أنبهارنا كبيرا عندما وجدنا كل تلك القيم والمبادئ وبكل صورها ومعانيها مجسدة في شخص (حاكم الشارقة في دولة الأمارات العربية المتحدة ، الشيخ سلطان بن محمد بن صقر القاسمي)! ، وكيف لا وهو عندما سأل عن الشخصية التي تأثر بها وأثرت فيه ، بعد العظيم محمد عليه وعلى اله وصحبه أفضل السلام قال : هو الأمام علي بن أبي طالب عليه أفضل السلام! . وهنا لا بد من الاشارة بأن (الشيخ القاسمي) حاصل على البكالوريوس في الزراعة من جامعة القاهرة ، والدكتوراه في التاريخ من (جامعة أكستر) في المملكة المتحدة ، ودكتوراه في الجغرافية السياسية من (جامعة درهام) في المملكة المتحدة أيضا ، اضافة الى حصوله على العديد من الشهادات الفخرية ، ومن أرقى جامعات العالم! ، وذلك لجهوده بنشر الثقافة والمعرفة والقيم الأنسانية النبيلة ، ففي عهده وفي عام 1998 أختيرت الشارقة عاصمة للثقافة العربية ، وفي 2014 أختيرت الشارقة عاصمة للثقافة الأسلامية ، وفي 2015 أختيرت الشارقة عاصمة للسياحة العربية ، وكذلك حصلت الشارقة في عهده على ألقاب كثيرة منها : المدينة الصحية في عامي 2015 و عام 2022 ، ومدينة الطفل عام 2015 ، وفي عام 2016 عاصمة الصحافة العربية ، وفي عام 2021 عاصمة الثقافة الرياضية ، وأختيرت عام 2017 المدينة المراعية للسن ( يقصد الحفاظ والأعتناء بكبار السن في الأمارة). وهذه في الحقيقة غيض من فيض عطاء هذه الأمارة ، في ظل حاكمها (الشيخ القاسمي) الأنسان والمبدع والكريم . وسأروي لكم حكاية وبشيء من التصرف من قبلي وبالمحافظة على مضمون الحكاية ، المليئة بالأنسانية والرحمة والمحبة الصادقة لمواطني الشارقة و كيفية تعامل هذا الشيخ المسؤول والأنسان مع شعبه ومواطنيه ، لعلّها تكون درساً ونموذجاً يتعلم منه بقية المسؤولين والرؤوساء في دولنا العربية بل وحتى في دول العالم! ، في كيفية تعاملهم مع شعوبهم وبترسيخ مبادئ المحبة والاحترام والثقة والرحمة والعطاء والسلام . تقول الحكاية: كانت في أحدى مناطق الشارقة عمارة كبيرة مطلة على الشارع العام تحتوي على شقق سكنية ومحلات وأكثر من سوبر ماركت تعود لمواطنين ، ولكن العمارة ظهر عليها القدم والتآكل ولم يكن منظرها جميلا بالمقارنة مع ما وصل اليه العمران والتقدم والجمال في هذه الأمارة ، وهنا تكمن الفقرة المهمة في كيفية توجيه الجهات المختصة ذات العلاقة ( البلدية أو الأمانة!) بالتعامل مع شاغلي هذه العمارة وأخبارهم بضرورة أخلاء العمارة من أجل أعادة أعمارها وبنائها من جديد! ، فلم تأتي أليهم جرافات البلدية والأمانة مفاجأة وتهدمها على رؤوسهم! وتطردهم بالقوة وسط صراخ ودعوات أهاليها! ، بل هنا ظهرت أعلى درجات الرقي الأنساني في التعامل معهم ، حيث تم ابلاغهم بالأمر قبل فترة معقولة ، ليتدبروا أمرهم في أيجاد السكن والعمل أيضا ، وأبلغتهم بأن العمارة سيعاد هدمها وإعادة بنائها بشكل أفضل من الأول وسنعيدكم أليها معززين مكرمين! ، وعليكم الصبر علينا ، فقد يستغرق العمل السنتين !! ومن الطبيعي أن حكومة الشارقة أخذت فترة أعادة البناء بالأعتبار من ناحية تأمين سكنهم المؤقت ومعيشتهم لحين أكمال ما مطلوب ، يعني لم يسكنوهم في الخيم!! ، ولأن أهالي الشارقة يعرفون حاكمهم وأنسانيته وأخلاقه ويثقون بما يقول ويوعد ، تركو العمارة بكل هدوء! ورتبوا أمور سكنهم ومعيشتهم لحين الانتهاء من إعادة بناء العمارة . وبالفعل تم أعادة بناء العمارة خلال سنتين! ، وهنا كانت المفاجأة ، فقبل أن يعودوا الى العمارة بحلتها الجديدة وبعد أن أضيف اليها طابقا إضافيا لسكانها وكل ذلك على نفقة ميزانية الأمارة ! ، أجتمع معهم (الشيخ القاسمي) في ديوانه وبشّرهم بأكمال ما مطلوب وما وعدهم به وبأمكانهم العودة أليها ثانية ، ولم يكتفي بذلك بل أعطى لكل عائلة ولكل صاحب محل في العمارة مبلغا وقدره (150000 ) مائة وخمسون الف درهم! قرابة ( أكثر من أربعين ألف دولار!) كتعويض عن الأضرار التي ربما قد أصابت أرزاقهم ومعتذراً لهم أشد الأعتذار!. الذي نريد أن نقوله ، هو ليس موضوع أعادة بناء العمارة وعودة سكانها أليها وحتى مبلغ التعويض ، العبرة في الحكاية هو: في التعامل الأنساني للمسؤول مع شعبه وحفظ كرامتهم أمام العالم . فكم العراق بحاجة الى هكذا مسؤولين!؟. بالأمكان مشاهدة اللقاء وكل الحكاية التي أنتشرت على مواقع التواصل الأجتماعي من على اليوتيوب. ولله الأمر من قبل ومن بعد.