وكالات- كتابات:
بدأت الحكومات الأوروبية باتخاذ خطوات متسَّارعة لكسر اعتمادها الطويل على البيانات العلمية الأميركية، في أعقاب تخفيضات شاملة أجرتها إدارة الرئيس الأميركي؛ “دونالد ترمب”، على ميزانيات مؤسسات علمية أساسية مثل: “الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي”؛ (NOAA)، و”المعاهد الوطنية للصحة”، و”وكالة حماية البيئة”، وغيرها.
ونقلت وكالة (رويترز) للأنباء؛ عن مسؤولين أوروبيين قولهم، إن القارة الأوروبية تسعى إلى تعزيز أنظمة جمع البيانات الخاصة بها في مجالات المناخ والصحة والظواهر الجوية المتطرفة، في تخوّف مما وصفوه: بـ”الانسحاب الأميركي العام من البحث العلمي”.
تراجع التمويل الأميركي يُقلق الأوروبيين..
وبحسّب تقرير (رويترز)؛ فإن خفض التمويل الأميركي أدى إلى تفكيك برامج تُعنى بأبحاث حيوية في مجالات الطقس والمناخ والصحة والبيانات الجغرافية المكانية، ما أثر على قواعد البيانات العامة التي تستفيّد منها الحكومات والمؤسسات البحثية في “أوروبا”.
وفي السيّاق؛ أشارت وزيرة الدولة السويدية للتعليم والبحث؛ “ماريا نيلسون”، إلى أن الوضع الحالي/ “أسوأ بكثير مما كنا نتوقّعه”، مضيفةً: “بصراحة، ردة فعلي هي الصدمة”.
ويشعر الأوروبيون بالقلق من تأثير هذه التخفيضات على قدرتهم في التنبؤ بالكوارث الطبيعية والتخطيط للبُنية التحتية، ولا سيّما أن جزءًا كبيرًا من نماذجهم المناخية وبيانات رصد التغيّر البيئي يعتمد على مصادر أميركية.
رد أميركي: تمويل “العلم الحقيقي” فقط..
في المقابل؛ دافع “مكتب الإدارة والميزانية”؛ في “البيت الأبيض”، عن قرار خفض ميزانية (NOAA) لعام 2026، مشيرًا إلى أن التخفيضات تستهدف ما وصفه: بـ”العلم الزائف” و”الاحتيال الأخضر الجديد”، في إشارة إلى أبحاث التغيَّر المناخي.
وقالت المتحدثة باسم المكتب؛ “راشيل كولي”، عبر البريد الإلكتروني: “تحت قيادة الرئيس؛ ترمب، عادت الولايات المتحدة لتمويل العلوم الحقيقية”.
مبادرات أوروبية للتعويض..
ردًا على هذا التراجع الأميركي؛ كشفت أكثر من (12) دولة أوروبية عن جهودٍ لحماية البيانات الأساسية في مجالات المناخ والصحة، عبر مراجعة اعتمادها على قواعد البيانات الأميركية، بل ودعوة العلماء الأميركيين الذين تأثروا بقرارات “ترمب” للانضمام إلى المؤسسات الأوروبية.
وقال “أدريان ليما”؛ مدير (المركز الوطني لأبحاث المناخ) في “المعهد الدنماركي للأرصاد الجوية”، إن: “البيانات الموثوقة تدعم تحذيرات الطقس المتطرف وتوقَّعات المناخ، وهي في نهاية المطاف تُنقذ الأرواح”، موضحًا أن مؤسسته تعتمد على بيانات (NOAA) لقياس درجات حرارة سطح البحر والجليد البحري في القطب الشمالي.
شراكات علمية أوروبية جديدة قيد التشكّل..
وأضافت (رويترز)؛ أن مسؤولين من (08) دول أوروبية، هي: “الدنمارك، وفنلندا، وألمانيا، وهولندا، والنرويج، وإسبانيا، والسويد”، تعمل على تطوير أدوات بحثية محلية مشتركة لحماية البُنى التحتية العلمية من الانهيار؛ في حال استمرار انسحاب “واشنطن” من دورها كمصدر أساس للبيانات.
وتُظهر هذه التحركات أن “أوروبا” لا تنظر إلى القرارات الأميركية كإجراء مالي فحسّب، بل تعتبرها تهديدًا استراتيجيًا لمنظوماتها العلمية وقدرتها على مواجهة تحديات الكوكب المتزايدة.