خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
وصف الرئيس الأميركي؛ “دونالد ترمب”، الوضع في “غزة” بالمرّوع، وكلف اثنين من المسؤولين في إدارته بزيارة القطاع وتفقد الأوضاع. ورغم علم الجميع بنواياه الحقيقية تجاه سكان “غزة”، إلا أن الصور والحقائق المنتَّشرة في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، أجبرته على التراجع. بحسّب ما استهل “سيد مهدي طالبي”، تحليله المنشور بصحيفة (فرهيختگان) الإيرانية.
ومع ذلك؛ فإن تحركات “ترمب” لا تتعدى كونها استعراضية، حيث قام وروج مبعوثوه لمراكز توزيع الطعام، وهي المراكز التي تواجه انتقادات واسعة.
ملاحظات حول تطورات “غزة” وخطوات “الولايات المتحدة” والكيان الصهيوني:
01 – رغم تعنَّت إدارة “ترمب” والدعم المُعلن لفكرة احتلال “غزة” وطرد سكانها، فقد فشل الكيان الصهيوني في إحراز أي تقدم يُذكر، بل على العكس تسبب في إطالة الحرب حتى (22) شهرًا منها: (06) أشهر خلال فترة “ترمب” الرئاسية، الذي من المُحتمل أن يفقد صبره في ظل الفشل والاستنزاف الحربي.
02 – سعى “ترمب” للحصول على جائزة (نوبل للسلام)، وهو يأمل تخليد اسمه في التاريخ؛ لا سيّما وأنه في نهاية فترته الرئاسية وربما في نهاية حياته السياسية، لذلك لديه شغف كبير بترك إرث دائم.
03 – يعتمد الكيان الصهيوني على القوة الأميركية في الخلاص من مشاكله العالمية، وبلغ هذا الاعتماد ذروته في فترة “ترمب” ويتضح هذا من موقف الأخير من “كندا”؛ حيث هدد بتعقيد المفاوضات التجارية بعد اعتراف “كندا” الرمزي بـ”فلسطين”، ورفع الرسوم الجمركية بحجة تهريب (الفنتانيل)، رغم أن الدافع الحقيقي كان سياسيًا.
كما تدخل “ترمب” بشكلٍ مباشر لدعم “نتانياهو”، سواء بتهديد القضاة في محاكم قضايا الفساد أو بالتأثير على الأحزاب السياسية الإسرائيلية.
04 – يحظى “ترمب” بدعم اللوبيات الصهيونية اليمينية، ومن المسيحيين الصهاينة. وعليه قد لا يكون دعم “نتايناهو” نابع عن دوافع صهيونية فقط، ولكنه مرتبط أيضًا بالإيديولوجيا المسيحية، والتي ترى في “نتانياهو” أداة لضرب الدول الإسلامية، وخاصة “إيران”، دون تردد أو حسابات.
05 – مع بدء المجاعة في “غزة”، بدأت حملة تضليل واسعة للتقليل من حجم الكارثة، عبر نشر صور قديمة أو نادرة تظهر وجود مواد غذائية، مصحوبة بتعليقات بلغات متعددة منها الفارسية والعربية والعبرية.
06 – ترشيح “ستيفن ويتكوف” و”مايك هاكبي”؛ لزيارة “غزة”، يكشف عن رؤية “ترمب” للمنطقة، ذلك الأول يهودي، وثري ونشط في العقارات، بلا خبرة سياسية، ويُمثّل الرئيس الأميركي في شؤون غرب “آسيا” والمفاوضات مع “إيران” و”روسيا”. والثاني سياسي وقس، داعم للصهاينة، يعمل سفيرًا لدى الكيان الصهيوني. من ثم فأحدهما يهودي والآخر مسيحي صهيوني.
07 – مجرد اضطرار “ترمب” لاتخاذ موقف تجاه المجاعة في “غزة”، وإرسال “ويتكوف” و”هاكبي” يعكس تأثير وسائل التواصل والإعلام في فضح ما يجري.
08 – مع بداية حرب (طوفان الأقصى)؛ ازدادت في “الولايات المتحدة الأميركية” ادعاءات معاداة السامية بنسبة: (400%) من ثم قرر بعض اليهود الهجرة للأراضي المحتلة خوفًا من الكراهية في الغرب، في المقابل بدأ آخرون يفكرون في مغادرة الأراضي المحتلة بسبب انعدام الأمن.
ووفق صحيفة (يديعوت أحرونوت)؛ فقد زاد البحث عن عبارات مثل: “أكثر الدول أمانًا لليهود” بنسبة: (5000%)، واهتمام متزايد بالسفر إلى دول مثل: “اليونان، تايلند، بريطانيا، براغ، فيينا، كوستاريكا، وطوكيو”.
09 – تصريحات “ترمب” عن التعاطف مع أطفال “غزة” والجياع، توحي بأنه يسعى لاستغلال ملف “غزة” لنيل جائزة (نوبل).
وقد أعلن مرارًا أنه خصص مبلغ: (60) مليون دولار لصالح “غزة”، لكن لم يشكره أحد. والرسالة موجهة ضمنيًا إلى المجتمع الدولي للثناء عليه.
10- زار “ويتكوف” و”هاكبي” مركزًا لتوزيع الغذاء قرب “غزة”، وهو بعيد عن المناطق المدَّمرة، ولهذا أشاد “هاكبي” فقط بما رآه هناك.
11 – الكارثة في “غزة” ناجمة عن أمرين مترابطين: المجاعة، ومقتل الفلسطينيين خلال انتظار للطعام.
وتُشيّر التقارير إلى استشهاد (1400) فلسطيني أثناء وقوفهم في الطوابير. إلا أن إنشاء مراكز توزيع الطعام قد ساهم في تغيّير آلية إيصال المساعدات، ومع تدخل الجيش الأميركي في إدارتها، تتحمل “واشنطن” المسؤولية المباشرة عن هذه المجازر.
12 – ثمة مؤشرات على سعي “واشنطن” لإنهاء “حرب غزة”، للتركيز على قضايا أخرى، منها “إيران والعراق”. لكن اليمين المتطرف لا يقبل بسهولة وقف الحرب في “غزة”.
13 – تهدف سياسة “نتانياهو” بتجويع “غزة” إلى تقليل معدلات الإنجاب وتدهور الصحة، ما يؤدي إلى تقصّير عمر السكان وزيادة رغبتهم في الهجرة.