قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير أنك على كل شيئ قدير – 26- أل عمران –
عندما يتوقف المنطق يعلو الصراخ | شكسبير
في المحن يكثر الكلام وتكثر الشبهات , وخير الكلام ماكان صادرا عن ورع وتقوى تمكن صاحبها من الوقوف عند الشبهات , العراق اليوم يحتاج الفكر الذي يعرف بوصلة السماء دون غيره , لآن ألآفكار كثيرة ككثرة البشر , ولكننا ببركة ألآسلام ونعمة ألآيمان متمسكون بما وصانا به ربنا عندما قال ” وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن ” وقال تعالى : ” الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ” وأحسن القول هو أخراج مافي الضمير , وهذا هو تعريف الكلام عند الفلاسفة المؤمنين , وعندما يكون الكلام كذلك فأنه يخلو من المزحة , قال ألآمام علي “ع”: مامزح أمرء مزحة ألآ مج من عقله مجة ” ثم يخلو الكلام من ألآنانية والحسد مثلما يخلو من العي والفهاهة , والعي والفهاهة هي سمة أغلب المتحدثين في ألآعلام والسياسة , وهي سمة أغلب من يحلو لهم الكتابة نتيجة أنعدام القيود وضوابط الكتابة وشروطها التي وضعها ألآمام علي “ع”
بين الحين وألآخر يطالعنا أبو عمار البغدادي بأراء ينطبق عليها ” أذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب ” ومنها على سبيل المثال ماكتبه عن حسن العلوي الرجل الذي يقول : أفتخر أني لم أفعل شيئين هما : الصلاة والحج ” ورجل يفتخر بهذه الطريقة لايستحق أن يعتنى بما يقول , ثم أن حسن العلوي هو من أعترف أمام المعارضة العراقية ألآسلامية بلونها الدعوتي يوم كانت مفخرة الشباب الملتزم لاتجمعا لمراهقي السياسة ومحترفي التعلق بأهواء النفس وملاذ الشهوات التي صنعت فسادا لايرقى عليه ألآ فساد داعش في الموصل , قال حسن العلوي في ذلك ألآعتراف وأمام ندوة عراقية شعبية بحضور الشيخ محمد باقر الناصري وكان يدير الندوة المفكر ألآسلامي الدكتور علي التميمي , وكنا نحن من حضور تلك الندوة : حيث قال حسن العلوي : أنه أتفه كاتب حارب الشباب من أبناء وطنه , ثم قال بصيغة ألآعتراف وهو سيد ألآدلة قانونيا : أن صدام حسين صنعه ” 250 ” ألف عراقي وهو واحد منهم أي حسن العلوي وأنه ليس لهؤلاء من علاج ألآ السيف ” ؟ فهل يجوز لمن حكم على نفسه بألآعدام الذي لانرتضيه شرعا للمقاصصة ألآ بعد قيام الحجة والبينة ” النفس بالنفس ” على قاعدة ” ولكم في القصاص حياة يا أولي ألآلباب ” وليس فوق كلام الرب الخالق من كلام , هل يجوز بعد ذلك مديح أمثال هؤلاء ؟ هذا ما صدر عن أبي عمار البغدادي من مديح لم يكن مدروسا , بل كان أستنسابيا كقول الشعر الذي لاننكر حصة البغدادي منه وهو مايطغى على مواقفه مما لايجعله مثمرا في السياسة , مثلما حمل الينا رأيا كنا نتمنى أن يسكت عنه ليكون ذهبا , ولكنه سبق لسانه قلبه ومعلوم عند أهل الحكمة مامعنى ذلك , فعندما يقول البغدادي مرجحا الدكتور حسين الشهرستاني لرئاسة الوزراء , فأنه لايدري ماذا يجلب هذا المقترح من دهماء يشيب فيها الصغير ويهرم فيها الكبير , ولمن لايعرف الدكتور حسين الشهرستاني والمسؤولية تقع على عاتق البغدادي , فهو رجل متدين يحمل دكتوراه في الكيمياء وقد عمل في مختبرات البحث الذري ولآنه من كربلاء حلت عليه لعنة العصابة الطائفية فزج بالسجن وفي التسعينات ولآن زوجة الدكتور حسين الشهرستاني كندية , تسنى لها أيصال محنة زوجها المظلوم الى أمين عام ألآمم المتحدة الذي طلب من صدام مراعاة ذلك لآن الدكتور حسين الشهرستاني لم يكن منتميا لحزب الدعوة ألآسلامية , ولم يكن الرجل سياسيا معارضا , لذلك أوعز صدام الى مسؤولي ألآمن والمخابرات الى غض النظر وترك الرجل يخرج من السجن على طريقة الهروب المسكوت عنه وهكذا قدر للدكتور حسين الشهرستاني الخروج من السجن ثم ذهب الى أيران وفي أيران فشل الرجل في عمل جمعية خيرية ثم ذهب الى كندا لاجئا ومنها عاد الى العراق , ولآن علاقته بالسيد محمد رضا السيستاني قوية ساعدته على الدخول في ألآئتلاف الشيعي منذ أيام القائمة 169 , ثم دخل مع أئتلاف دولة القانون بصحبة الشيخ خالد العطية على أنهما يمثلان المستقلين وهي تسمية يعوزها الكثير من المصداقية فلا حسين الشهرستاني يمتلك قاعدة شعبية ولا خالد العطية بدليل ماتعرض له خالد العطية من أهانات غاضبة من جماهير الحمزة الشرقي مما أدى الى فشله في ألآنتخابات , والدكتور حسين الشهرستاني لو يدخل ألآنتخابات لوحده لكان مصيره مصير خالد العطية ولكنه كان في كل مرة يدخل مع قائمة نوري المالكي التي كانت سببا لحصوله على مقعد في البرلمان ثم أن الدكتور حسين الشهرستاني فشل في وزارة النفط بما لايدع مجالا للشك وهذا مايعرفه أهل ألآختصاص , ثم فشل في منصب نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة وأزمة الكهرباء خير دليل , والرجل معروف من حيث الشخصية التي تفتقد للكاريزما القيادية فلا مجال للمزايدات والمجاملات , ثم أن السياسة أختصاص واسع لايكفي أن يكون الرجل حائزا على أختصاص أكاديمي , فألآختصاصات ألآكاديمية محترمة عندما توظف جامعيا وهي غير ذلك عندما تدخل بغير أختصاصها , وأذا كان أبو عمار البغدادي يحمل توصيفا سلبيا لقاسم سليماني ألآيراني , فأن الدكتور حسين الشهرستاني وحسب مستجدات الثقافة الطائفية والعنصرية التي ظهرت في ساحات ألآعتصام وفي خطابات أحزاب متحدون ومن معهم فأن لقب الشهرستاني يظل أيرانيا في فهم أولئك فماذا يفعل البغدادي بأقتراحه الفائض عن الحاجة ؟ وأخيرا نرجو أن لاينسى البغدادي أن ماقدمه عن معسكر الشهيد الصدر فيه ضبابية توضيحها ليس لصالح البغدادي الذي قبل لنفسه أن يكون من حاشية باقر صولاغ المرتبط بعادل عبد المهدي وكلاهما ملاحقان بملفات لعل سجن الجادرية ومصرف الزوية في مقدمتهما , ثم نهمس بأن البغدادي : أن من كان يقول يوما أني لا أعرف بالسياسة ولست من هذا الطرف أو ذاك لايحق له اليوم أن يزعم أنه من قادة البلد , ولعل هذا الزعم وألآدعاء وغيره يضاف الى أخطاء نوري المالكي التي أعطت الفرصة الذهبية لداعش أن تدخل الموصل وتفعل ماتفعل , هل عرف القراء لماذا كان يجب أن يكون سكوت البغدادي ذهبا ولكنه لن يفعل وسيظل يجادل على الطريقة التي رفضها القرأن ” ولقد صرفنا في هذا القرأن للناس من كل مثل وكان ألآنسان أكثر شيئ جدلا “