وكالات- كتابات:
وقّع الرئيس الأميركي؛ “دونالد ترمب”، مساء الخميس، أمرًا تنفيذيًا، زاد بموجبه الرسوم الجمركية على عشرات الدول التي تعتبر “الولايات المتّحدة” أنّ الميزان التجاري معها، يميل بقوة لحساب تلك الدول، في خطوة وضعها “البيت الأبيض” في خانة: “إعادة هيكلة التجارة العالمية بما يعود بالنفع على العمّال الأميركيين”.
وبحسّب مسؤول كبير في “البيت الأبيض”؛ فإنّ هذه الرسوم ستدخل حيّز التنفيذ؛ في 07 آب/أغسطس الجاري، أي بعد (07) أيام من الموعد الذي كان محدّدًا أساسًا.
وقال “البيت الأبيض”، في بيان، إنّ نسبة الرسوم الجمركية الجديدة تتراوح بين: (10% و41%).
وقد تصدّرت “سورية” هذه القائمة؛ إذ فُرضت عليها أعلى نسبة من الرسوم، علمًا بأنّ هذه التعرفات ستُطبّق على الدول التي لم تتوصّل إلى اتفاقات تجارية ثنائية مع “الولايات المتحدة”.
أمّا الدول التي أبرمت اتفاقات تجارية ثنائية مع “الولايات المتّحدة”، فستّسري عليها الرسوم المنصوص عليها في تلك الاتفاقيات.
ومن هنا؛ حدّد المرسوم، نسبة التعرفات الجمركية على منتجات كلّ من “الاتحاد الأوروبي واليابان وكوريا الجنوبية”: بـ (15%)، بينما حدّد تلك التي ستُفرض على البضائع البريطانية: بـ (10%).
والاتفاقات الثنائية التي تمّ التوصّل إليها؛ حتى الآن، هي في الغالب إطارية وتفاصيلها مبهمة، وهي تحتاج تاليًا إلى مفاوضات إضافية.
وبشكلٍ عام؛ فإنّ غالبية الدول التي ورّدت في القائمة الجديدة بلغت نسبة الرسوم الجمركية الإضافية المفروضة على منتجاتها: (15%)، بينما كانت نسبة الرسوم لدول أخرى أعلى بكثير مثل “جنوب إفريقيا”: (30%)، و”صربيا”: (35%)، و”سويسرا”: (39%)، و”لاوس”: (40%)، و”سورية”: (41%).
قلق واسع في صفوف الشركات المُصدّرة إلى “الولايات المتحدة”..
وأثارت هذه الرسوم الإضافية قلقًا واسع النطاق في صفوف الشركات المُصدّرة إلى “الولايات المتحدة”، بحيث ستكون تداعيات هذا القرار وخيمة على بعض الدول مثل: “سويسرا”، التي بلغت نسبة الرسوم الإضافية على صادراتها إلى “الولايات المتحدة”: (39%)، أي أكثر من تلك التي أعلن عنها “ترمب”؛ في نيسان/إبريل، وبلغت يومها: (31%).
و”الولايات المتّحدة” سوق رئيسة للصادرات السويسرية، وفي مقدّمها الأدوية والساعات والأجبان والشوكولاتة، بالإضافة إلى كبسولات القهوة والماكينات.
والأمر عينه ينطبق على “كندا”، التي رفع “ترمب” الرسوم على منتجاتها من: (25%) إلى: (35%)، وهي المنتجات غير المشمولة بـ”اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية”.
وبحسّب “البيت الأبيض”؛ فإنّ: “كندا فشلت في التعاون للحدّ من تدفّق (الفنتانيل) وغيره من المخدّرات”؛ إلى “الولايات المتّحدة”: و”اتّخذت إجراءات انتقامية ضدّ الولايات المتّحدة”.
وأعرب العديد من الدول الآسيوية التي تعتمد بقوة على السوق الأميركية عن ارتياحها لخضوع صادراتها لتعرفات جمركية إضافية، تقلّ عن تلك التي كان “ترمب” يعتزم فرضها، مثل “كمبوديا وتايلاند”؛ اللتين خفّضت الرسوم على بضائعهما من: (36%) إلى (19%).
وقال رئيس الوزراء الكمبودي؛ “هون مانيت”، إنّ: “هذه أفضل بشرى لشعب كمبوديا واقتصادها، لمواصلة تنمية البلاد”، في حين رأت “تايلاند” في قرار “ترمب”: “انتصارًا كبيرًا” و”مقاربة مربحة للجانبين”.
أمّا “تايوان”؛ فأعربت عن أملها في إبرام اتفاق يخفّض الرسوم التي فرضت على صادرتها ونسبتها: (20%).
وكتب الرئيس التايواني؛ “لاي تشينغ-تي”، على (فيس بوك): “لقد أعلنت الولايات المتّحدة عن رسوم جمركية مؤقتة بنسبة: (20%) على تايوان، مع إمكانية التخفيض في حال التوصل إلى اتفاق”، مؤكدًا أنّ حكومته: “ستسعى جاهدة للحصول على مستوى معقول من الرسوم الجمركية”.
لكنّ الناجية الوحيدة من الأمر التنفيذي الصادر؛ الخميس، هي “المكسيك”، أقلّه حتى الآن، إذ إنّ الجارة الجنوبية لـ”الولايات المتحدة” حصلت على مهلة (90 يومًا) قبل أيّ زيادة محتملة في الرسوم الجمركية الأميركية على منتجاتها.