في كل موسم انتخابي، تتجدد الحاجة إلى التذكير بما هو أعمق من الشعارات والبرامج الانتخابية، ألا وهو ترسيخ مفهوم الهوية الوطنية. فقبل أن نفكر في من ننتخب، يجب أن نُرسّخ في وعينا لماذا ننتخب، وعلى أي أساس نمنح صوتنا.
لقد طغت الصراعات السياسية والمكوناتية والطائفية على المشهد العام، حتى أصبحت العناوين الفرعية هي الحاكمة، وغيّبت عنّا الهوية الدينية الأصيلة التي كانت تمنحنا الطمأنينة، كما غيّبت الهوية العراقية الجامعة التي تمتد جذورها في أعماق الأرض التي وُلدنا عليها وعشنا فيها كأبناء وطن واحد.
الانتخابات في جوهرها ليست معركة أصوات فقط، بل هي معركة وعي وهوية. وإن أردنا فعلًا بناء وطن يحترم الإنسان ويصون الكرامة ويحقق العدالة، فعلينا أن ننتخب من يحمل هويةً عراقيةً خالصةً، ويجعل من العراق أولًا في قراره ومشروعه وولائه.
فلا وطن بلا هوية
ولا انتخاب نزيه دون وعي وطني
