قسما بالله العظيم وبأسم أهلنا الثائرين والمنتفضين بوجه الظلم والتهميش والعنف والاضطهاد ووفاءاً للشهداء والمعتقلين ونيابة عن النازحين والمهجرين والمهمشين من كفاءاتنا وساستنا وعلمائنا الذين اسهمت مواقفكم وسياساتكم المتخاذلة ومصالحكم البائسة ومناصبكم الزائلة في نكبتهم بشكل مكثف ونكبة شعبنا العراقي بشكل عام ، وفي ظل ما حدث من انتفاضة عارمة وثورة جماهيرية وطنية واسعة تشهدها اليوم بشكل واضح محافظات السنة من موقف الشجاعة والبطولة والإقدام بعد صبر طويل ومعاناة شاقة ، أحذركم وأقول لكم باختصار:
1. دول وشعوب العالم شرقها وغربها والمسلمون والعرب والعراقيون والكتل السياسية المشاركة بالعملية السياسية وبضمنها انتم ادركوا ان المالكي سواء كان قاصدا التأزيم او مستهدَفا بموقف قادته العسكريين ، هو المسئول الاول والأخير عن كل ما جرى ويجري ابتداءَ من مسلسل الجرائم والمخالفات السياسية التي حدثت والتي لدغتم بها اكثر من مرة دون اكتراث، وانتهاءً بما تكبده قوات الجيش المنكسر والمهزوم في الارواح والمعدات وشعبنا من قصف وترويع وضحيا ونزوح .
2. بلا تفصيل واستعراض لتفاصيل ما حدث ، لا يمكن لدولة او حكومة او هيئة دولية او سياسية ان تعزو كل ما حدث لفعل تنظيم مسلح بمفرده او حتى تنظيم سياسي له إرث او قاعدة جماهيرية ، ما حدث هو ليس فعل منفرد بقدر ما هو ثورة جماهيرية وردة فعل لمعاناة من شريحة واسعة وكبيرة من شعبنا الواحد بوجه الطاغية المتفرد بالسلطة والطغيان الذي عمَّ البلاد .
3. أن السنَّة في العراق بالذات لا يمكن ان يكونوا أداة او جزء من أجندة التقسيم والأقلمة والتشظية ، ولا يمكن ان يكونوا سمة للعنف أو الإرهاب أو دعاة لحرب طائفية حمقاء يخطط لها المالكي من خلال تحشيد طائفي أن يضفي عليه صبغة شرعية ومرجعية وكأنه يتزعم دولة دينية طائفية عندما يقول ان جيشه وتحشده البديل في خدمة المرجعية ، الشرع الحنيف والمرجعيات الدينية لا يمكن ان تكون مثارا لحروب طاحنة او تشظيات منهكة . ندائنا هذا ليس خطابا طائفيا ولكنه خطاب وطني لتدارك الفتن والمحن والمزيد من سفك الدم . وسبب ندائي هذا لساسة السنة المشاركين في العملية السياسية على ضوء ما يحدث اليوم يعود لقناعتي ان عودة المالكي لولاية ثالثة او استمراره بمنصبه وما سينتج عن ذلك من دمار وفساد لعموم شعبنا لن يمرر إلا من خلال شراء ذمم النواب والساسة السنة من قبل المالكي .
على ضوء ما تقدم أوكد :
اولا : المكون السني الذي تدعون تمثيله برئ مما اقترفتم من سياسات واهنة ومواقف مخجلة وتصريحات خائبة وتكتلات تشظوية منهكة بحقه ، فانتم لا تمثلون إرادة غالبيته ولا تعبرون عن تطلعات وسلوكية مجتمعه .
ثانيا : ان اي موقف او تصويت او مشاركة او اسهام بتعزيز موقف المالكي او متطوعيه او جيشه البديل وتحت اي ذريعة او لافتة امر مرفوض تتحملون مسئوليته الآنية والتاريخية . العراق بحاجة الى حكومة إنقاذ لبقاياه وطنية مهنية يتم التوافق عليها للتأسيس لعملية سياسية ودستور وسلطات تشريعية وقضائية نزيهة لا تتبنى الطائفية ولا المحاصصة تصون وحدة العراق وتؤسس لدولة مدنية تكفل الحقوق للشعب بلا تمييز .
ثالثا : ان أي تحرك سياسي او نشاط او تاييد يصب لصالح حكومة المالكي الحالية المنهية او لصالح حالة طوارئ لا دستورية او لولاية ثالثة لهذا الحاكم المتفرد والطاغية الطائفي تعني خيانة وتآمر وعماله وطعن واستهداف واستغلال لإرادة مكون واسع وقمعه وتهميشه .
اقرؤا وعوا واحذروا وانتهبوا يا ساسة السنّة من أزلام العملية السياسية الخائبة والدولة الفاشلة .مهما كانت عناوينكم الزائفة رؤساء او وزراء او نواب او قادة عسكريين أو أمنيين او قادة وأعضاء كتل او محافظين او منتسبي صحوات او مجالس عشائر أو قبائل او محافظات او بلديات او تنظيمات.
احذركم بصوت وطني غيور مستقل من مغبة التمادي والتهافت والهوان في هذه اللحظات الفاصلة وانتم من اسهمتم ببقاء المالكي لأكثر من ثمان سنوات، ان تعملوا جادين ومتحدين ضد الولاية الثالثة له لتجنيب البلاد والعباد المزيد من سفك الدماء والعنف والظلم والفساد ، إن في تنحيته سياسيا وتوافقيا امل كبير في إنقاذ العراق من محنته .وإلا فإن الشعب والتاريخ لن يرحمكم .
اللهم إني بلغت اللهم فأشهد.