شهدت الأيام القليلة الماضية لقاءً مهمًا بين رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية الدكتور عقيل مفتن ورئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم الكابتن عدنان درجال جرى خلاله طرح جميع الملفات التي كانت موضع اختلاف بين الطرفين في خطوة وصفها المتابعون بأنها لم تكن مجرد مصالحة بل مصارحة صادقة ومسؤولة تهدف إلى رأب الصدع وتوحيد الجهود في طريق دعم الرياضة العراقية .
ورغم السهام الكثيرة التي وُجهت نحو الدكتور مفتن والاتهامات التي لا تستند إلى حقائق وآخرها ولن تكون الأخيرة موضوع ترشيحه المحتمل لرئاسة اتحاد الكرة فإن رئيس اللجنة الأولمبية لم يبدِ يومًا رغبة في التصعيد بل كان المبادر في معظم المرات لإنهاء الخلافات وتقديم الحلول إدراكًا منه لحساسية المرحلة التي تمر بها الرياضة العراقية .
لكن المقابل لم يبدِ رئيس اتحاد الكرة تجاوبًا مماثلًا وواصل التمسك بموقفه متجاوزًا الأعراف المؤسسية إلى أن جاء هذا اللقاء بطلب من الكابتن عدنان درجال ليعيد ترتيب الأوراق على طاولة المصارحة ويضع النقاط على الحروف .
وقد خرج الطرفان من اللقاء بقناعة واضحة أن استمرار الخلافات لن يخدم مسيرة الرياضة خاصة في ظل التحديات القادمة وعلى رأسها استحقاق التأهل لكأس العالم وهو ما يتطلب وحدة الموقف وتنسيق الجهود .
ويسجل اللقاء اعترافًا صريحًا من الكابتن درجال بشرعية اللجنة الأولمبية كمرجعية عليا للاتحادات الرياضية كافة بما فيها اتحاد كرة القدم كما أُعلن خلال اللقاء انتهاء الجدل حول مركز التسوية والتحكيم الرياضي باعتباره جهة قانونية معترف بها ما ساهم في إذابة جزء كبير من الجليد بين الطرفين .
أما بخصوص انتخابات اتحاد الكرة المقبلة فقد شدد الدكتور عقيل مفتن على أن اللجنة الأولمبية تقف على مسافة واحدة من جميع المرشحين ولا تتدخل في إرادة الجمعية العمومية مؤكداً أن الأولمبية ستكون أول المهنئين للفائز كما ستدعم من لم يحالفه الحظ في أية استحقاقات لاحقة انطلاقًا من مبدأ أن الأولمبية هي بيت الجميع وأب الجميع .
وبينما تشتد المنافسة بين المرشحين على رئاسة الاتحاد تبقى الكلمة الفصل بيد الجمعية العمومية وهي وحدها صاحبة القرار في مشهد نأمل أن تسوده الروح الرياضية والشفافية بعيدًا عن التأويلات والتسقيط الإعلامي .
ختامًا تبقى وحدة الصف الرياضي ضرورة ملحّة والتقارب بين القيادات الرياضية هو خطوة في الاتجاه الصحيح إذا ما خلُصت النوايا وتقدّمت مصلحة الوطن على الحسابات الشخصية .
