18 نوفمبر، 2024 9:26 ص
Search
Close this search box.

رُبَّ ضارة نافعة (3)

رُبَّ ضارة نافعة (3)

أحداث الموصل المآساوية وما رافقها من إنتهاكات بحق حقوق الإنسان والدين وظهور تنظيم داعش التكفيري علناً في قيادتها من خلال أنسحاب القيادات السياسية التي كانت تمثلها في العملية السياسية المتمثلة بكتلة متحدون وما شابهها من مجاميع إرهابية سياسية ، هذه الأحداث أربكت الساحة العراقية وجعلت السياسي والمواطن العراقي في نفس الوقت في حيرة من أمره يقلب كفيه ويلتفت يمنةً ويسرة لعله يجد الحل الشافي للوقوف أمام هذه الهجمة التكفيرية البربرية ، واصبح الأمر أكثر خطورة وتحدي عندما لم يستطع السياسي العراقي ( التحالف الوطني) بالتصويت على تفعيل قانون الطوارئ نتيجة المهزلة التي قام بها أسامة النجيفي التي أدت الى عدم أكتمال النصاب ومن ثم فشل البرلمان في تفعيل هذا القانون المهم في مثل هذه المحنة التي يمر بها البلد ، وهذا ليس بجديد على آل النجيفي وأمثالهم من سياسيين من مواقف تضر في مصلحة الشعب العراقي كهذه والفترة التي قاد بها البرلمان أكبر دليل على وجوده السلبي والمعادي لمصلحة الشعب العراقي الذي عرقلة أغلب القوانيين التي تهم المصلحة العليا للشعب ، إن فشل السياسيين (الشيعة) من تفعيل قانون الطوارئ من خلال قبة البرلمان بالرغم من أمتلاكهم أغلبية المقاعد فيه قد أمعن في هبوط المعنويات لدى الشارع العراقي ( الشيعي خصوصاً) ، ولكن وجود الخيمة الكبيرة ( المتمثلة بالمرجعية) التي تحمي جميع العراقيين من أي ضرر داخلياً وخارجياً قد أنقذ الموقف وأرجع الشارع العراقي الى أستقراره ومعنوياته بل قوى المعنويات وزاد في الوحدة الوطنية ودفع الملايين من ابناء الشعب الغيارى الى حمل السلاح تحت راية الحكومة وقيادتها من خلال إصدار فتوى الجهاد ضد كل من يريد بالعراق والعراقيين كافة السوء والشر، هذه الفتوى التي أنقذت الدولة العراقية من الإنهيار وجعلتها تقف على أرجلها بل بدأت بالمبادرة في قتال الدواعش التكفيرين وتطهير المدن منهم ومن شرهم ، فقد رحب السياسيون جميعاً بهذه الفتوى التي أرجعت التوازن لهم وللشارع العراقي في مواجهة أخطر الأحداث ، هذه المرجعية التي رُكنت في زاوية لفترة ليست بالقصرة ولم يسمع لأرائها السياسي العراقي وفي كثير من الأحيان أطلق عليها بعض العناوين السيئة لأنها دافعت عن مصالح الشعب التي أدار بظهره لها السياسي العراقي ، بل وصل الأمر بأحد البرلمانيين أن يقلل من شأن المرجعية ويدعي بأن ما يمثل المرجعية في البرلمان إلا خمسة بالمئة من أعضاءه فليس لها الحق في أعطاء النصح من أجل تكوين الحكومة العراقية بعد طلب بعض السياسيين من المرجعية بالتدخل ؟؟؟؟؟ ، علماً لقد أدار السياسي العراقي بظهره الى المرجعية وإرشاداتها المهمة في إدارة البلد وخالف أغلب الأراء التي طرحتها والتي تصب في مصلحة المواطن والوطن بل وصل الأمر الى تضعيفها من أجل إركانها وإبعاد الشعب عنها حتى لا تعرقل مصالحه الشخصية والحزبية ، ولكن أحداث الموصل أظهرت الثقل الحقيقي للمرجعية وما وزنها ومن هم أتباعها وكيفية تفكيرها الأبوي الذي يريد الخير والسلامة لكل العراق والعراقيين ، لهذا نقول رُبَّ ضارة نافعة أن يعي السياسي العراقي وزنه وحجمه ويعرف من ينصحه ويريد الخير له وأن يتوجه من جديد الى المرجعية بصدر منفتح يتقبل منها الأراء ويطرح عليها المشاكل حتى تنطلق سفينة العراق من خلال هذه الأمواج العاتية التي تجابهها في كل يوم.

أحدث المقالات