تسعى سلطات الطيران المدني دائما الى تحديثالاجراءات التي تهدف الى زيادة عدد الطائرات العابرةلأجواءها عن طريق تنفيذ خارطة طريق ترسم معالمجديدة لمساراتها الجوية من خلال هيكلتها وهو مانسمعههذه الايام من تصريحات للمسؤولين في وزارة النقلالعراقية والتي تتضمن الرقم 1000 كعدد مستقبلي منالطائرات العابرة فوق سماء العراق الذي تمر حاليا فياجوائه بحدود 700 طائرة فقط وهي خطوة ايجابيةتحسب لمقدم الخدمات الملاحية في العراق واقصد هناشركة الملاحة الجوية العراقية التي تمتلك العديد منالطاقات البشرية المحلية الكفؤة والتي اثبتت خلالالسنوات القليلة الماضية نجاحها في ادارة حركة الاجواءبمهنية عالية ولكن هل ستستطيع هذه الشركة ان تعيدرسم هذه المسارات كما يعلن عنه الجواب نعم ممكنبالتعاون مع مختصين من المنظمة الدولية للطيران المدنيالايكاو وبدعم فني ومالي من وزارة النقل لان هناكمجموعة من الإجراءات المتكاملة يجب تطبيقها على ارضالواقع للبدء بهذه الخطوة التي من شأنها تعزيز السلامةالجوية تبدأ من تحسين الكفاءة التشغيلية للاجهزةوالمعدات الملاحية مرورا بزيادة كفاءة وقدرة كادر التشغيلوصولا الى الهدف المنشود الذي يتمثل بجذب المزيد منشركات الطيران العابرة لسمائنا .
هذا التطوير المنشود يتزامن مع مايشهده قطاع الطيرانالعالمي من تحولاً جوهرياً في أنظمة الملاحة الجويةيتمثل في الانتقال من مواصفات ملاحة المساحة القديمةوالمعروفة بالمصطلح RNAV 5 الى مواصفات اكثر دقةالى مايعرف RNAV 1 ضمن إطار تعزيز السلامة الجويةوتحسين سعة المجالات الجوية فوق سماوات دولالمنضوية تحت مظلة المنظمة الدولية للطيران المدنيالايكاو هذا التحول باختصار سيزيد من الكفاءةالتشغيلية والبيئية حيث تتيح دقة نظام RNAV 1 المحسنة تقليل قيمة الخطأ من 5 ميل الى 1 ميل بحريفقط ولكن لضمان هذه الدقة يجب تنفيذ بعض الاجراءاتمن من تطوير البنية التحتية للمجال الجوي للدولة والذييشمل تحديث أو شراء أنظمة الرادارات وايضا الأجهزةوالمعدات الخاصة بتحديد موقع الطائرات وايضا تلك التيتؤمن الاتصال بها كما تتضمن تلك الاجراءات زيادة اواعادة تصميم المسارات الجوية الموجودة من خلال فتحنقاط دخول وخروج إضافية للطائرات مع دول الجواروايضا من خلال الاتفاق مع مسؤولي الطيران العسكريلتوسيع المجال الجوي المدني على حساب المجالالعسكري مما سيؤدي تحقيق انسيابية أكبر في تدفقالرحلات وبالتالي تشجيع شركات الطيران على استخدامهذه المسارات وهذا هو مايجب ان تعمل عليه وزارة النقلالعراقية من اجراءات لهيكلة المسارات الجوية فوق أجوائهفي قادم الايام مما سيعزز من مكانة العراق كممر جوياستراتيجي ومهم في النقل الجوي الإقليمي وبالتاليزيادة عدد الطائرات العابرة ورفد الاقتصاد الوطني بمواردإضافية .