في ظل التحولات الجارية داخل المؤسسة الأولمبية العراقية تطفو على السطح بين الحين والآخر محاولات يائسة لإيقاف عجلة التغيير تقودها أصوات متشنجة تنتمي إلى زمن انتهت صلاحيته هذه الأصوات رغم ضجيجها لم تعد قادرة على التأثير لأن الواقع الرياضي الجديد يسير بخطى ثابتة نحو التحديث والتخلص من تركات الماضي الإداري المتخلف .
العمل الأولمبي اليوم لم يعد يخضع للأمزجة أو العلاقات بل بات يستند إلى رؤية استراتيجية تستوعب تجارب الدول المتقدمة وتؤمن بأهمية الإدارة الحديثة والتخطيط طويل الأمد أما من يحاول العودة إلى الوراء أو استغلال المناصب لأغراض نفعية فقد أصبح مكشوفًا وموقعه الطبيعي خارج خارطة الرياضة العراقية الجديدة .
في المقابل أصبح التغيير ملموسًا في الأداء والمؤشرات وصار من لا يستطيع مواكبة هذه النقلة النوعية يدرك أنه فقد مكانه الطبيعي فمرحلة المجاملات انتهت والحضور الفخري في البطولات والرحلات السياحية على حساب المال العام أصبح مرفوضًا .
ومن اللافت أن آخر ما تبقى في جعبة المتضررين من التغيير هو الترويج لفكرة أن قيادة الرياضة لا بد أن تظل حكرًا على لاعبين أو نجوم سابقين وكأن التاريخ الرياضي يمنح بالضرورة حق الإدارة الناجحة هذه النظرة الضيقة سقطت أمام واقع جديد يؤمن بالكفاءة أولًا وليس بالماضي وحده .
رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية الدكتور عقيل مفتن كان واضحًا في تصريحاته الأخيرة حين أكد أن من يعرف طريق العمل الصحيح ويحترف الإدارة لا يلتفت إلى من يحاول التشويش خاصة حين تكون الدوافع معروفة والمصالح مكشوفة .
وعلى الرغم من التحديات المالية الكبيرة التي تمر بها البلاد فإن الدعم الرياضي مستمر ولم يتوقف،وهو ما تعكسه نتائج المنتخبات في الألعاب الفردية على وجه الخصوص حيث تتوالى الإنجازات في المحافل الدولية بجهود شبابية واعدة .
همسة …
إن محاولات تزييف الحقائق ونشر الشائعات عبر مواقع مشبوهة وكلمات رخيصة لم تعد تمرّ على الشارع الرياضي الواعي فالحقيقة أصبحت أسرع انتشارًا من الأكاذيب ولن يحصد أصحاب هذه الأساليب سوى الخيبة والتراجع .
باختصار قطار التغيير انطلق ولن توقفه زوبعة او منشور ومهما علت اصوات الباطل فهذا يعني ان رسالة ابن مفتن وصلت لحيتان الفساد فعليهم ان يشدو الرحال للحفاظ على ما تبقى من ماء وجوهم .