26 يوليو، 2025 11:34 م

خور عبدالله، تلك الشريان الحيوي الذي يربط بين مدن وجغرافيا العراق الجنوبية، كان دائمًا مصدر حياة لأهالي المنطقة. هو نهر مياه وموارد، رمز للكرامة والهوية، ومع ذلك، تحوّل إلى خيانة وتخاذل من قبل ملالي النجف واتباعهم من الساسة.
إن ما جرى لخور عبدالله ليس مجرد كارثة بيئية، بل هو جريمة مدانة بكل المقاييس. تخلي من المفترض أن يكون مقدسًا: علماء النجف الذين يُفترض أنهم حماة الدين والأرض، اكتفوا بالصمت، وأغلقوا الأبواب أمام أي حراك أو موقف واضح للدفاع عن هذه الأرض التي تبكي اليوم من الجفاف والتدمير.
هذا الصمت يفضحهم الذين تحولوا من رجال دين يحملون رسالة وأمانة إلى متفرجين متواطئين، ينظرون إلى الخراب وكأنهم غرباء عن الشعب وأرضه. وبدلاً من أن يرفعوا الصوت، ويقفوا مع الناس ويحاسبوا الساسة المتهاونين، اختاروا التحفظ، وربما التواطؤ، مما جعل الخيانة تكتمل.
أما الساسة الذين يدّعون تمثيل الشعب، فقد أظهروا ضعفًا واضحًا في مواجهة هذه الكارثة. بدلاً من أن يتبنوا مطالب أهالي المنطقة ويطالبوا بحماية خور عبدالله، اختاروا المسايرة والتسويف، مما فتح المجال لمزيد من الخراب والدمار. هم أنفسهم كانوا شركاء في جريمة التخلي، سواء بتخاذلهم أو بفقدانهم للقرار السياسي والإرادة الحقيقية.
خور عبدالله لا يحتاج إلى كلمات أو بيانات شجب مكررة، بل إلى أفعال حقيقية. إلى مواجهة صارمة مع من خذلوا الأرض والإنسان، إلى مساءلة حقيقية عن المسؤولية، وإلى عودة الوعي من جديد بين كل الأطراف، خصوصًا ملالي النجف الذين يُفترض أن يكون لهم صوت مؤثر وقوة دفع حقيقية.
خيانة خور عبدالله هي خيانة لكل العراقيين، لكل من يؤمن بحق الحياة والكرامة. ولن يُنسى هذا الصمت المتواطئ الذي رافق تدمير هذا النهر، ولن تُمحى آثاره إلا بحركة نضالية حقيقية تستعيد الحقوق المسلوبة.

أحدث المقالات

أحدث المقالات