بداية,وللامانة التاريخية اود ان اشير الى ان السواد الاعظم من المسلمين الشيعة ليسوابروافض, وان السواد الاعظم من المسلمين السنة ليسوابنواصب, وان هاتين التهمتين الذميمتين يتقاذفهما جهال الامة بغير علم “حتى اصبح في نظرهم كل شعي رافضي وكل سني ناصبي”,ويروج لهما المستفيدين من تمزق هذه الامة مذهبيا ..التعصب لافكار الروافض والنواصب يؤديالى عدم تحكيم العقلفي حال مراجعة المواقف التاريخية الصحيحة المتفق عليها ,والى تخديرالضمير الانساني عند الاعتداء على الاخر”الاخ المسلم” لفظيا او حتى جسديا.
الشيعة بمعظمهم يقبلون بكل ما قبل به امامهم علي بن ابي طالب عليه السلام,لذلك هم لايرفضون “كما يشاع عنهم”الخلافة الراشدة ل ابو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضي الله عنهم جميعا ,ببساطة لان اماهم علي بن ابي طالب عليه السلام قد قبل بذلك ,وعمل على نصرة الخلافة الراشدة من اجل نصرة الاسلام”هذا مع قناعتهم ببيعة الغدير واحقية الامام علي عليه السلام بالخلافة” ..وكذلك جلهم يقدرون زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ويعتبرونهن امهاتهم ,ويغارون عليهن غيرتهم على امهاتهم,واصدق مثال على هذا الكلام غيرة السيد حسن نصر الله على ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها عندما سمع بانها قد سبت من قبل احد المحسوبينعلى المذهب”من الاقلية الرافضة”,ولمن يريد معرفة المزيد ليشاهد خطاب السيد نصر اللهعلى اليو تيوب .
والسنة باغلبهم “ماعدى الطائفة التكفيرية” يجلون ال البيت جميعا عليهم السلام ,ويقدسونهم,ويقتدون بهم ,ولايقبلون ابدا المساس بهم باي شكل من الاشكال,واغلبهم”الاشاعرة الشوافع” يقتربون كثيرا من التشيع في الكثير مما يخص ال البيت عليهم السلام .
لنعد الى السؤال المراد الاجابة عنه في عنوان هذا المقال ..من هم النواصب ومن هم الروافض؟
بصراحة..عند بحثي عناجابة دقيقة ومقنعة يمكنني طرحها على الناس ,لم اجد لهذا السؤال سوى جواب واحد يجمع في باطنه كل الروافض والنواصب عبر التاريخ.
والجواب هو:ان هناك من تعارضت مصلحته الشخصية مع مصلحة الشيعة فصب جام غضبه على مقدساتهم موظفا الدين كوسيلة انتقام..وهناك اخر تعارضت مصلحته الشخصية مع مصلحة السنة فعاد الى نبش التاريخ من اجل المطالبة بحقوق تاريخية “واثارة فتنة”رفض اصحاب الحقوق انفسهم المطالبة بهاوتنازلوا عنها من اجل الحفاظ على بيضة الاسلام قبل حوال 14 قرن من الزمن.
يساند هؤلاء الاشخاصمجموعة من مدعي الكفاءات العلمية الدينية “من الدجلة ” ممن اتخذوا من فتنة “النواصب والروافض” مطية لهم في سبيل زيادة عدد مريديهم من الجهال والمتعصبين ..وبالتالي زيادة مالهم وجاههم في دنياهم على حساب اخراهم..وعلى حساب التلاعب في حاضر ومستقبل امة الاسلام والمسلمين عموما.
ويساندهم كذلك كل الذين يريدون لهذه الامة الهلاك”,فهذه هي اعظم نقطة ضعف في جسد امتنا ,ومن الممكن ان تؤذي الامة في جذورها ,وخراب الجذور كالمرض المزمن لادواء عاجل له.
وكذلك فان صراعات هذه الامة الداخلية كفيلة بتخليفها واعادتها سنوات الى الوراء,وكفيلة بهدر ثرواتها “الاقتصادية والبشرية..الخ” ,وحرمان اجيالها القادمة من التقدم واللحاق بالعالم,وكفيلة كذلك باثراء الشركات العالمية الممولة لهذه الحروب..وبالتالي زيادة كمية الضرائب التي تدفعها هذه الشركات للدول التي تعمل على ارضها..انها معادلة مصالح عظمى.
اخيرا..اتمنى على المثقفين العرب والمسلمين”الاحرار المعتدلين” توعية شباب الامة ان لايتبعوا كل ناصبي او رافضي متعصب من خلال كشف اسباب تطرفهم وكراهيتهم للطائفة الاخرى من المسلمين..فعدنان العرعور اصبح ناصبيا بامتياز بعد ان نشر النظام السوري فضائحه الجنسية عندما كان ظابطا في الجيش السوري ,وياسر الحبيب اصبح رافضيا بامتياز بعد طرده من الكويت”سحب جنسيته” وكل منهما يريد الانتقام لنفسه ولو احرقت هذه الامة بنيران الكراهية..وهناك عدد لايستهان به على شاكلة الحبيب وعرعور.
حمى الله امتنا من شر كل ناصبي او رافضي متعصب..فما احوج امتنى للمحبة والسلام,وما احوجها لرجال عدول يحافظون على بيضة الاسلام مثل على بن ابي طالب عليه السلام.