الجهل لا ينتصر بالسلاح،
ولا يدخل المدن على دبابة،
لكنه يزحف كالدخان…
هادئًا، ناعمًا، قاتلًا.
ينتصر الجهل،
حين يتثاءب العقل،
وينام الضمير،
ويُصفَّق للجهلاء لأنهم “أبناء الواقع”.
ينتصر حين يختفي السؤال،
وتُكفّن الحقيقة،
ويُرشَّح الصامتون،
ويُخوَّن المفكرون.
ينتصر الجهل حين يُحاكم المثقف،
ويُكرَّم التافه،
ويُنصَّب من لا يعرف،
ويُقصى من يرى أبعد من يومه.
ينتصر الجهل،
حين يقول أحدهم:
“دعك من التفكير… عشْ حياتك!”
وكأن الحياة شيء آخر غير أن تفكّر وتختار.
ينتصر الجهل حين نكتفي بما لدينا،
لا لأننا بلغنا الغاية،
بل لأننا خفنا من الرحلة.
الجهل لا ينتصر لأنه قوي،
بل لأن الوعي تعِب،
والأحرار تعبوا،
والحق قرر أن يصمت… قليلًا.
لكن النور لا يموت.
وقد ينتصر الجهل لحظة…
لكن كل لحظاته تظل ترتعد من سؤال واحد:
“ماذا لو استيقظ الناس؟”