المرحلة التي يمر بها العراق الان ليست هينة وتحمل مخاطر كثيرة حيث ما زالت السيادة منقوصة والديمقراطية مفقودة والازمات والكوارث تترى على المواطن والاحزاب الوطنية مشتته فضاعت الامال والاحلام واحزاب الفساد المحاصصاتية مهيمنة على السلطات وتقول انها ( لا تنطيها ) . .كل هذا يحتم على الاحزاب الوطنية ان تقوم بمراجعة شاملة وجدية لا وضاعها الراهنة وتدرس الاسباب التي ادت الى حالة الضعف التي تعيشها ..ثم لتستشرف ما تحتاجه المرحلة الجديدة التي تلوح افاقها بقوة .. وما يؤسف له ولنعترف بذلك فان هنالك ،وبرغم خطورة ما نعيشه، فان هنالك من يحاول صرف الاحزاب والشخصيات الوطنية عن اجراء مراجعة نقدية شجاعة بعيده عن المجاملة والنفاق بل تسعى لاغراقها في مسارات جانبية هي ومهما كانت اهميتها تبقى ثانوية امام هدف كبير وهو وحدة هذه الاحزاب في جبهة وطنية فاعلة التي تتطلب قبل كل شيء عدم التمسك بعقد الماضي بكل سلبياته والمضي لاستعادة ثقة الجماهير بها وهذا لايتم من غير مراجعة شاملة وجريئة لكل الاحزاب والشخصيات الوطنية بكل عناوينها ومن دون تأخير وتردد . وامام مهمة المراجعة لابد من تعيين المفاتيح ان صح التعبير او ملامح الطريق نحو وحدة وطنية كفيلة بانهاء حالة التشرذم والفرقة بل الخلافات بين احزاب وشخصيات يفترض ان يكون قاسمها المشترك هو انقاذ العراق مما هو فيه من ضياع كل شيء حتى وصل الامر ببعض سياسي الصدفة المجاهرة ببيع اراضي عراقية وقضية خور عبدالله العراقي خير مثال ..وقد تكون ابرز ملامح الطريق يتمثل بالتاريخ النضالي لاحزاب وطنية اسهمت بشكل كبير في قيادة الجماهير وانبثاق ثورات ضد الظلم والطغيان ومنها ثورة الرابع عشر من تموز 1958 الخالدة التي تتعرض لحملات تشويه كبيرة وخبيثة .. هذا التاريخ لنضالي يفرض اعادة النظر بمواقف كل حزب وطني له تاريخه وصولا الى توحيد الطاقات لتنصهر في بوتقة قادرة فعلا على احداث التغيير الجذري والشامل .. وما يؤسف له ان جميع هذه الاحزاب والشخصيات الوطنية ما زالت بعيدة كما يبدوعن تلمس اهمية المراجعة ودراسة مراحل عملها السابقة بايجابياتها وسلبياتها .. وعذرا وامل ان لا يثير ما نقول حفيظة البعض فبعد اكثر من عشرين سنة منذ الاحتلال الى اليوم لم يبق مكان للمجاملة وعلينا رفض عقد الماضي ورفض مبدأ القطيعة والتخلي عن روح التعالي والغرور والانا .. المرحلة التي يمر بها العراق بل الامة وجميع اقطار الوطن العربي خطيرة وآن الاوان للاحزاب والشخصيات الوطنية ان تسرع في توحيد صفوفهالتكون قادرة على مواجهة احزاب السلطة وبالتالي اعادة الامل باحداث التغيير الكبير .. وليس من المبالغة القول بان تجربة انتفاضة تشرين 2019 تجسد مستوى قدرة الجماهير على الاقتراب من هدف التغيير لولا ما حصل من اختراق في صفوف التشرينيين وركوب البعض موجة الانتفاضة البطلة والعجز عن الاتفاق على قيادة شبابية موحدة وغير ذلك .. نعترف بان هدف توحيد طاقات الاحزاب والشخصيات الوطنية كبير ولا يتسع مثل هذا المقال للدخول في كثير من تفاصيله وحسبنا ان نكون كغيرنا ممن سبقونا بان نفتح باب النقاش الجدي والمثمر له وهو مسؤولية قيادة الاحزاب الوطنية . فهل تبادر ؟ هذا ما نتمناه ونرجوه .