يحكى أن يهودياً تنازع مع الأحبار, بسبب نيته اعتناق الدين الإسلامي, فشكلوا له محكمة شرعية؛ ولكنه كان مصراً, فأشهر إسلامه أمامهم, وطلب منه القاضي الرحيل عن بلدتهم, وأثناء عودته لبيته أصيب بنوبة قلبية, توفي على أثرها, وعندما وصل الخبر إلى زوجته, أخذت تصرخ وتولول, (موسى تبرأ منه ومحمد ما عرفه),هذه القصة استوقفتني, لأنها تحمل ترابطاً قوياً, في مضمون الفكرة.
ما نمر به في الوقت الراهن, من انفلات وتدهور امني, وكذلك إصرار غريب؛ من القائد العام للقوات المسلحة, وسيره المفاجئ على خطى القادة, من خلال زياراته الميدانية, للوحدات العسكرية!.
جيشنا البطل, الذي ابهر العالم بعقيدته, وقوته, وصبره, تركه ثماني سنوات بيد قادة من ورق؛ خانوا الأمانة, ولم يوفوا بالقسم العسكري, وشرفه, مما ولد لديهم الإحباط, والتراجع, متناسياً (القائد العام للقوات المسلحة), على أن رتبته هي الأعلى, والسلطان الجالس على رأس هرم الجيش, رغم انه لا يملك فن القيادة الناجحة, التي تعتبر منهجاً أساسياً, ومهارة عالية, الهدف منها التأثير على الآخرين, لا التأثر بالآخرين, والقائد الحقيقي, الذي يقود ولا ينقاد, ليكون أنموذجاً يهدى به من قبل الرعية.
الأحداث الجارية في العراق, استطاعت أن تكشف الوجوه الزائفة, والفاشلة المتآمرة في الحكومة؛ وجعلت من العملية السياسية, تقف على هاوية السقوط, والأسباب واضحة للجميع, وأهمها الصراع والتهميش الدائم, وتصفية الخصوم من السنُة والشيعة, والتفرد بالرأي, والاستئثار بالقرار, والاستشارة التي يعتمدها من الفاشلين المحيطين به, من (أهل الحل والعقد)؛ ولكن حينما وصل الماء إلى هامته, وشعر بخطورة ما زرعته سياسته الخاطئة, ونتاج دكتاتوريته, حاول تلافي الموقف؛ ليكون قائداً ولكن في الوقت الضائع!.
لا بد لنا في هذا الوقت بالذات, الالتفاف حول المرجعيات؛ ونكون يداً واحدة ندافع بها عن العراق وكرامته, ونترك التناحر والتنافر, ونهتف بصوت واحد (لبيك يا عراق).
فلنمسك الشمس, بقبضة الرجال المؤمنين, ونصلي في كل ركن من أركان العراق؛ صلاة الشكر, على النعمة التي أنعمها العلي القدير علينا, بوجود رجال ذوي حكمة, مثل مراجعنا العظام, الذين أصبحوا صمام الأمان, وتصدروا هذا المنعطف الخطير, وتوضأ العراقيون جميعاً بمياه المبادئ المقدسة والشهادة المعظمة بفتواهم الجليلة من اجل وحدة العراق.