عاصفة في الممر .. أميركا تدخل على خط “زانغيزور” لإشعال جنوب القوقاز

عاصفة في الممر .. أميركا تدخل على خط “زانغيزور” لإشعال جنوب القوقاز

وكالات- كتابات:

أكّد رئيس وزراء أرمينيا؛ “نيكول باشينيان”، دخول بلاده في مفاوضات مع “الولايات المتحدة” بشأن استئجار ممر (زانغيزور) الحيوي، الرابط بين جيب “ناخيتشيفان” عبر الأراضي الأرمينية، و”أذربيجان”، وفق وكالة (إزفيستيا) الروسية.

الخطوة الأميركية؛ التي يُرجّح أن تُغيّر موازين النفوذ في جنوب “القوقاز”، تأتي في ظل تقاطع مصالح “واشنطن” و”أنقرة”، وسعيهما لتقليص الدورين الروسي والإيراني في المنطقة.

ما هو ممر “زانغيزور” ؟

يُعدّ ممر (زانغيزور) مشروعًا استراتيجيًا لطريق يربط “أذربيجان” بـ”جمهورية ناخيتشيفان” و”تركيا”؛ عبر أراضي “أرمينيا”. وتُطالب “باكو” بجعل الطريق خارج الحدود السيّادية الأرمينية، فيما ترفض “يريفان” ذلك رفضًا قاطعًا، معتبرةً أنّه: “انتهاك لسيّادتها”.

ويخدم مشروع الممر أهداف “تركيا” في تحقيق ربط تركي مباشر بـ”آسيا الوسطى” عبر “أذربيجان”. كذلك، يُمثّل نقطة اشتباك بين مصالح “روسيا، إيران، الولايات المتحدة، وتركيا” في منطقة جنوب “القوقاز”.

المقترح الأميركي: استئجار الممر لمدّة 100 عام..

طرح الجانب الأميركي فكرة استئجار الممر؛ وتولّي شركة أميركية تشّغيله لتخفيف التوتر بين الجانبين. وقد صرّح السفير الأميركي في تركيا؛ “توم باراك”، بأنّ “واشنطن” مستَّعدة لاستئجار الممر لـ (100) عام، مؤكدًا أنّ: “الخلاف حول (32) كلم من الطريق استمرّ (10) سنوات، وحان وقت الحل”.

ويُشير “سيرغي ميلكونيان”؛ الباحث في “المعهد الأرمني لأبحاث السياسات التطبيقية”؛ (APRI)، إلى أنّ مصالح “تركيا والولايات المتحدة” تتطابق بشأن قضية ممر (زانغيزور).

بدوره؛ أكّد نائب وزير الخارجية الأرميني؛ “مناتساكان سافاريان”، بدء مفاوضات استئجار ممر (زانغيزور) الحيوي. وحسّب قوله، لا تُعارض “يريفان” نقل إدارة الطريق إلى منظمة دولية.

وأشار “سافاريان” إلى أنّ: “هذه العملية يجب أن تتم في إطار سيّادة أرمينيا وولايتها القضائية وسلامة أراضيها. وإذا امتثلت لهذه المباديء، فيمكن تنفيذها”.

أبعاد إقليمية: واشنطن وأنقرة بمواجهة طهران وموسكو..

يؤكد خبراء؛ وفق (أزفيستيا)، أنّ “واشنطن” تسعى من خلال الممر إلى الحدّ من النفوذ الإيراني والروسي في “القوقاز”، فيما ترغب “تركيا” في بسط نفوذها على ممر يربطها مباشرةً بـ”آسيا الوسطى”.

ويحذّر خبراء مثل “ميلكونيان”؛ من تعقيدات المشروع، إذ من غير الواضح كيف ستتولى شركة أجنبية إدارة مهمات الجمارك والرقابة الأمنية. بينما يرى الخبير الروسي في شؤون القوقاز؛ “آرتور أتاييف”، أنّ تغيّر مواقف “باشينيان” إزاء “كاراباخ” قد يتكرّر في ملف الممر.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة