خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
تغيّرت سياسة “دونالد ترمب” تجاه “روسيا” بزاوية (180) درجة خلال الأشهر الأخيرة؛ حيث تدخل في بداية فترته الرئاسية في موضوع “أوكرانيا” عبر باب الصداقة مع نظيره الروسي؛ “فلاديمير بوتين”، حتى أثار سلوكه غضب وانتقاد الدول الأوروبية. إلا أن “الولايات المتحدة” اتخذت؛ مؤخرًا، قرار تزويد “أوكرانيا” بالسلاح والوقوف ضد “روسيا”. بحسّب ما استهل تقرير “فائزة صدر”، المنشور بصحيفة (ستاره صبح) الإيرانية.
والسؤال؛ بالنظر إلى تقديم “إيران” نفسها باعتبارها حليف للدولة الروسية، إلى أي مدى سيؤثر تحول “الولايات المتحدة” في سلوكها تجاه “روسيا” على “إيران”؟
وفي هذا الصدّد؛ أجرت (ستاره صبح) الحوار التالي مع؛ “نعمت إيزدي”، الدبلوماسي والسفير الإيراني السابق في “روسيا”، لمناقشة هذا الموضوع..
فشل مناورات إعلامية وليس تغيير سياسات..
حيث قال: “في بداية فترة ترمب الرئاسية، كان موضوع إنهاء الحرب الأوكرانية، من الموضوعات الحيوية، وقد حظىي هذا الموضوع بمكانة خاصة في حملته الانتخابية. وسعى في إطار جهوده لحل هذه الأزمة، إلى التواصل مع نظيره الروسي؛ فلاديمير بوتين، لخلق أجواء إيجابية للتفاوض والاتفاق، فاستقبله وسّعى للفت انتباهه”.
وأضاف: “بمرور الوقت اتضح أن؛ بوتين، لا يميّل عمليًا للتعاون، ومن ثم تغيّرت استراتيجية؛ ترمب، الذي حاول إنهاء العمل من خلال الصداقة مع بوتين. هذا النهج الودي، القائم على الصفقات والمقايضة، هو أسلوب ترمب المَّفضل. لكن لا هذا الأسلوب ولا هذا التحول في موقف؛ ترمب، يعني تغييرًا في السياسات الأميركية العامة تجاه روسيا. وبرُز تغييّر نهج الرئيس الأميركي تجاه روسيا من السياسة القائمة على الحوار إلى الموقف الانتقادي، نتيجة فشله في مناوراته الإعلامية التي تهدف إلى إنهاء الحرب الأوكرانية. مع هذا لا يزال يبدو أنه يميّل لخلق تفاهم عبر أسلوب الحوار. وتُقيّم سياسة ترمب، فيما يخص روسيا، يعكس فشل أهدافه تجاه هذا البلد، لكن لا يزال من المستحيل الجزم بفشل هذه السياسات تمامًا. لكن فكرة ترمب عن بوتين لم تكن صحيحة، ولم تنجح هذه الرؤية. ومع ذلك، فإن سياسة أميركا العامة تجاه روسيا لم تتغيّر”.
الرد الروسي أقل من توقعات إيران..
وعن تأثير التوتر “الأميركي-الروسي” على علاقات “إيران-روسيا”، أوضح هذا الدبلوماسي السابق: “علاقات إيران وروسيا لا تتأثر فقط بعلاقات البلدين، وإنما تدخل فيها عوامل أخرى، وهي تتأثر بعلاقات روسيا مع أميركا، وإسرائيل، وأوروبا. وبرأيي ومن خلال الإحاطة بهذه الأجواء، لن يطرأ حادث غير متوقّع على علاقات البلدين. والحقيقة أن إيران راهنت على العلاقات مع روسيا، لكن الروس لا يردون الجميل بالشكل المتوقّع ولا يُظهرون التقدير الكافي. كان المتوقّع أن بوتين لن يدعم إيران في حرب الـ (12) يومًا الأخيرة. وتوقّع إيران من روسيا جدير بالتأمل، لكن هناك اعتبارات يجب ملاحظاتها. كان لا بُدّ من الحذر وعدم تضخيم العلاقات الإيرانية مع روسيا دون مبَّرر. ذلك أن علاقات الروسي مع أميركا وروسيا تحمل وزنًا كبيرًا. حين قامت أميركا بعمليات هجومية أو فرض عقوبات على إيران، كان المتوقّع المزيد من الدعم الروسي، من مثل انتقاد البعض موقف روسيا من العمليات الإسرائيلية الأخيرة على إيران، لأنها لم تبدَّي رد فعل ملموس”.
بعد فشل ترمب في أوكرانيا سوف يتجه نحو الشرق الأوسط..
وفي معرض إجابته على سؤال: كيف سيؤثر تغييّر الوضع بين “واشنطن” و”موسكو” على العلاقات بين “طهران” و”موسكو”؟.. قال: “إذا لم تتمكن الولايات المتحدة من تحقيق هدفها في إنهاء الحرب في أوكرانيا، فقد تنتقل بتركيزها إلى الشرق الأوسط لتبّني موقفًا جديدًا ضد إيران وتحقيق نتائج في هذا الاتجاه. يتبّع؛ ترمب، ثلاثة محاور رئيسة: أزمة أوكرانيا، وتطورات الشرق الأوسط، وقضية إيران. وهو يُعطي الأولوية لأحدها حسّب الظروف الزمنية والسيّاق الموجود”.
وفي نهاية الحوار؛ أكد “نعمت إيزدي”: “يبدأ ترمب بالتعامل مع القضية التالية بمجرد الوصول إلى نقطة حاسمة في القضية السابقة، لكن الاستراتيجيات الثلاث تُنفذ بشكلٍ متوازٍ وفقًا للظروف، ولا تعتمد إحداها على الأخرى. ومع ذلك، فإن هدفه النهائي هو توحيد كل هذه القضايا لصالح السياسة العامة للولايات المتحدة، الرامية إلى كبح جماح الصين”.