بيئة الفساد والإبتزاز تدفع الاستثمارات العراقية نحو الهجرة الجماعية

بيئة الفساد والإبتزاز تدفع الاستثمارات العراقية نحو الهجرة الجماعية

تقرير خاص – كتابات

نشرت مواقع إعلامية مصرية عن نية عدد من رجال الأعمال العراقيين، من بينهم رجل الأعمال والمستثمر العراقي البارز علي تومان الزاملي، نقل جزء من استثماراتهم إلى السوق المصرية، في خطوة تعكس تزايد هروب رؤوس الأموال العراقية إلى الخارج.

رجل الأعمال والمستثمر العراقي على تومان الزاملي

الزاملي، الذي يمتلك مشاريع زراعية واسعة في العراق، بدأ إجراءات نقل بعض نشاطاته إلى مصر، مشيرًا إلى أن المناخ الاستثماري هناك يتمتع بمرونة أعلى وخالٍ إلى حد كبير من التعقيدات البيروقراطية والضغوط التي يواجهها المستثمرون في العراق .

تحديات مقلقة

في الوقت الذي تعاني فيه دول عديدة من تحديات اقتصادية داخلية وخارجية، تشهد الساحة العراقية تحولات مقلقة على صعيد بيئة الاستثمار، تجلت مؤخرًا في تنامي ظاهرة نقل رؤوس الأموال إلى خارج البلاد. ولم تعد هذه الظاهرة محصورة في النطاق النظري أو ضمن تحذيرات اقتصادية، بل بدأت تأخذ أبعادًا واقعية، كان آخرها ما نشرته مواقع إعلامية مصرية عن مستثمرين عراقيين، من بينهم رجل الأعمال العراقي المعروف علي تومان الزاملي، الذين اتجهوا إلى نقل استثماراتهم إلى دول أكثر استقرارًا مثل مصر.

الزاملي، الذي يشغل حيزًا مهمًا في القطاع الزراعي العراقي، بدأ فعليًا بترتيب خطواته نحو السوق المصرية، مستفيدًا مما توفره القاهرة من بيئة جاذبة للمستثمرين العرب، تتسم بانخفاض مستويات التعقيد الإداري وغياب شبه كامل لآليات الابتزاز والضغوط غير الرسمية، وهي المشاكل التي باتت تمثل كابوسًا يوميًا لأي مستثمر داخل العراق.

الفساد كعامل طارد

ليس خافيًا أن العراق يُصنّف منذ سنوات ضمن الدول التي تعاني من تفشي الفساد في مفاصل مؤسساته، وفقًا لتقارير مؤسسات الشفافية الدولية. ويؤكد العديد من المستثمرين المحليين أن بيئة الأعمال في العراق لم تعد آمنة أو مستقرة، لا من حيث الإجراءات القانونية، ولا من حيث العلاقات مع الجهات الحكومية أو شبه الحكومية، ما خلق مناخًا طاردًا وخانقًا للاستثمار الخاص.

الإبتزاز، سواء من داخل مؤسسات الدولة أو من قِبل جهات ذات نفوذ سياسي، أصبح سلوكًا ممنهجًا، يفرض على المستثمر أن يقدم تنازلات مستمرة، أو يتحمّل خسائر فادحة، أو ينسحب بهدوء كما يفعل الكثيرون اليوم.

مصر.. نموذج استقطاب ذكي

على الجهة المقابلة، نجحت مصر خلال السنوات الماضية في تقديم نفسها كنموذج واعد للمستثمرين العرب، بفضل إصلاحات تشريعية وتنظيمية هدفت إلى تسهيل دخول رؤوس الأموال، وتوفير بيئة أكثر شفافية وأمانًا قانونيًا. كما أن الحكومة المصرية كثّفت من جهودها لتوفير الأراضي الصالحة للزراعة ، والبنية التحتية، والإعفاءات الضريبية، ما جعلها محطة مغرية لمستثمرين كانوا يرون فيها مجرد سوق تقليدية.

ولعل انتقال مستثمر ورجل أعمال عراقي بحجم الزاملي إلى مصر، يعكس اتجاهًا أوسع لدى المستثمرين العراقيين لإعادة توزيع استثماراتهم خارج حدود العراق، في ظل غياب حلول حقيقية لملف الفساد والبيروقراطية.

في الختام 

لا يبدو أن هجرة الاستثمارات العراقية إلى الخارج ستتوقف قريبًا، ما لم تبادر الحكومة العراقية إلى تحركات جادة وجذرية لإعادة بناء الثقة بالبيئة الاقتصادية. إن تكرار هذه الحالات، وتزايدها، يعني أن البلاد تفقد شيئًا فشيئًا قدرتها على الحفاظ على ثرواتها الخاصة، لصالح دول أكثر استقرارًا، أقل فسادًا، وأشد احترامًا لرأس المال .

*«الزاملي» يختار مصر .. استثمارات عراقية جديدة تدعم الأمن الغذائي العربي

https://nabdalkhabar.com/%D8%A7%D9%84%D8%B2%D8%A7%D9%85%D9%84%D9%8A-%D9%8A%D8%AE%D8%AA%D8%A7%D8%B1-%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%AB%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82%D9%8A%D8%A9-%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%AA%D8%AF%D8%B9%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%B0%D8%A7%D8%A6%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة