لا. ليس غريبا هذا الاسم، بل هو في، حقيقة الواقع يعطي للتنظيمين الظلاميين الصورة الحقيقية والكاملة، التي حاول قادتهم اخفائها ولنبدأ بما يعرف بحزب الشر.
ما هو هدفه وكيف كانت تحولاته، نأتي للخارطة العربية، بعد الحرب العالمية الثانية وظهور قطبي النزاع، الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة.
كان كل من القوتين تحاول توسع مناطق نفوذها وسيطرتها، على منابع النفط والثروة، لكن بطريقته الخاصة، الولايات المتحدة كان لها نقطة أساسية في الوطن العربي، استغلتها بالشكل الأمثل الا وهو (الكيان البغيض المزروع في الأراضي العربية الكيان الصهيوني)، بغض النظر عن النظريات التي تحاول ان تقول، ان اللوبي الصهيوني هو من يتحكم بالقرار السياسي الأمريكي، لكن هذا أتى فيما بعد.
اما الخط الثاني فهو أيجاد قيادات للدول العربية، بعد أن ضمنت ولاء السعودية، بالاتفاقيات النفطية التي وقعتها معها وزيارة الملك سعود الأول للولايات المتحدة ولقائه بأيزنهاور.
لن يكون صعبا في ذلك الوقت، فالكل كان ينادي بالعروبة والقومية العربية، فقد ساندت عدد من الضباط والصعاليك العرب، المتطلعين للقيادة بشدة وبالإمكان أن يضحوا بكل شيء، من أجل تحقيق أحلامهم.
وكان التركيز على من يحلم بالسلطة، وليس بالحقوق العربية، اذ بالإمكان ان يتم تحويلهم الى عملاء أيد لوجيين، حتى وان كانت تصريحاتهم مليئة بالحقد والكراهية، ضد الامبريالية والصهيونية وغيرها.
وهذا ما وضع هدام على رأس سلطة العراق لأكثر من ربع قرن، وقد لعب دوره بمهارة، في تفتيت العراق والمنطقة العربية، والدخول في صراعات استنزفت الأموال والاقتصاد العراقي، مما أتخم الخزينة الامريكية والعربية بأموال بيع الأسلحة وأعطاها الذريعة للسيطرة على المنطقة.
لكن لكل خطة هناك ثغرة، هذا ما ذكره (جورج تينت رئيس المخابرات الامريكية السابق، في كتابه في قلب العاصفة)، إذا ان الكثير من الخطط التي قدمت، من قبل موظفي (السي أي ايه) هي من اجل التنافس الوظيفي، وليست من أجل خدمة بلادهم، وهذا ما دفعت ثمنه الولايات المتحدة، عبر حروبها وإخفاقاتها الكثيرة في العالم.
ظل هدام الابن البار لل (سي أي ايه)، حتى دفعه طمعه الشخصي وحب تفرده بالسلطة، الى كسر قيوده الأيدلوجية في خدمة (العم سام)، لكنه أسس لحزب خدم بشكل أو اخر الولايات المتحدة بالنار والحديد، بالرغم من شعاراته التي يظن البعض، أنها تهدف الى خدمة المواطن العربي!! وقد شهدنا جميعا نهايته !!
اما داعش، فهي النتاج غير المرغوب فيه من القاعدة، التي أسستها الولايات المتحدة، أيضا لمقاتله والحد من الفكر الشيوعي، عن طريق الشعارات الوهابية المتطرفة، وقد أسست لجيلها منذ السبعينيات في السعودية وباكستان، عن طريق نشر الأفكار المتطرفة، في المدارس الدينية كما يدعوا؛
باعتراف القادة الامريكان، ورجال دين سعوديين أيضا.
بعد هذا الاستعراض التاريخي السريع، كان تتويج مثل هذه العلاقة البائسة، بين داعش وحزب البعث المنحل في العراق، باحتلاله الانبار، وظهرت تلك العلاقة جلية للعيان باحتلالهم الموصل.
أذ أصبحت تلك العلاقة بين الدواعش والبعثيين، واضحة من أجل تحقيق أهدافهم الدنيئة، باستخدامهم نفس الطرق القديمة من ارهاب وتدمير واغتصاب، لترسيخ سيطرتهم بشعارات، واهمه كاذبة بعيدة جدا عن أرض الواقع.
لكن هيهات.
فما كان بحسبانهم تلك الفتوى المبجلة، التي دع اليها السيد السيستاني لمقاتلتهم، ولم يخطر ببالهم، ذلك التدافع الشريف من قبل العراقيين من أجل طردهم وهزيمتهم شر هزيمة.
أقول أخيرا.
أن من يظن ان حلف الدواعش والبعثيين، مسلسل مكسيكي طويل، لا يخدع نفسه فما هو الا فلم هندي قصير.