عام 2000 قلت في بحث لي (( دخل العرب الألفية الثالثة وهم يتلفتون.. حائرون.. لأنهم دخلوا تلك الالفية غرباء.. دخلوا عالما لم يشاركوا في صنعه ولا يعرفون كيف صنع ولماذا ؟؟)) .. وقبل 15 عاما قلت على الفضائيات ان الضربة التي ستوجه للقدرة النووية الايرانية هي كقطار يسير على السكة لا بد ان يصل المحطة يوما ، وقلت في مقالي السابقين ان وقف اطلاق النار بين ايران هو عبارة عن اتفاق شفهي وهش ، وأن الحرب بين ايران و(إسرائيل) لم تنته وأن المطلوب للقضاء الدولي والمحلي نتنياهو مستعد لخسارة نصف شعبه مقابل البقاء في السلطة ، لأنه يعي جيدا ما تعنيه مغادرته للسلطة ، ويعي جيدا ماذا يعني الشرق الاوسط الجديد له ولشريكه في الابادة الجماعية (ترمب)، وأمس الاول فقط قلت في مقالي الاخير ((بتقديري المتواضع الحرب تنتهي في حالتين اولهما وجود ايران دون تخصيب .. بعدها تنزع صواريخها فرط الصوتية القادرة على اختراق القبة الحديدية ، ومن ثم المسيرات المتطورة.. يتزامن مع ذلك ان تتخلى عن اذرعها خارج ايران وأن تتخلى الأذرع عن سلاحها وتكون الحلقة الاخيرة غياب الاسلام السياسي بشقيه السني والشيعي وغياب النفوذ الايراني.))
لم يمهلني نتنياهو إذ سارع الى اعلان شروطه الثلاث لعدم توجيه ضربة لإيران ،، ولعل هذا يعني ان الضربة (قائمة) والشروط كما جاء في نصي اعلاه عدا انه اطلق تسمية ( الارهاب) على اذرع ايران ، ولم يذكر المسيرات المتطورة وهو سيذكرها لاحقا ، فضلا عن انه حدد اعلى مدى مقبول للصواريخ المسموح بها 300 ميلا اي بحدود 483 كم، اي انها لا تغطي ثلث المسافة بين طهران والقدس المحتلة .
هذا هو الشرق الاوسط (الإسرائيلي) الامريكي الغربي ، وكنت قد نشرت ان تركيا هدف لاحق والذي حصل انها ستدخل القائمة حيث ان العمل جار على الغاء صفقة سربين ف23(أم الخبزة) التي تقلع من القدس المحتلة لتحقق سيادة جوية على اجواء ايران وتعود سالمة ، واستبدالها بسربين ف16 المتطورة .. لماذا؟؟ لأن تركيا امتلكت صواريخ أس 400 الروسية ، واجتماع هذان السلاحان – اس 400+ اف 23 يعني ان الكيان المحتل لن يتمكن من تحقيق السيادة على اجواء تركيا أن فكرت في لعب دور الامبراطورية
نأمل ان عراقنا الحبيب لن يكون جزء من هذه الهبة ويعبر العاصفة وعلى اصحاب الحل والعقد ، ان يركزوا على اعادة بناء جيشنا وقواتنا المسلحة على اسس سليمة وبناء مجتمع يتكون من (شعب واحد) وليس ثلاثة شعوب كما اراد بريمر ، وتطوير الاقتصاد المأساوي وجعل السياسة تخدمه وليس كما يجري وهو ان الاقتصاد في خدمة السياسة والذي يمثل انتحارا حقيقيا.. المفاجآت كثيرة وأولها ان هناك حزب انشق عن العمال الكردستاني كونه القى سلاحه واستقر في سنجار ويريد حوار مع الحكومة لألقاء السلاح مقابل دخوله العملية السياسية كحزب عراقي ونصفه تقريبا اجانب ، والبقية تأتي .
الصور ليست كلها بائسة اذا تمكنا من ادارة السوء بشكل جيد كعرب ومسلمين ونستثمر الجراح التي اثخنت بدولة الاحتلال ومجتمعها وجيشها واقتصادها وصارت مرفوضة لدى شعوب امريكا واوروبا والعالم كله ، وأكررها للمرة الألف حل الدولتين قادم ، واليوم صرح اللواء اليعازر (( كل الإمكانيات العسكرية استنفذت بغزة ويجب التوصل لاتفاق))