14 تموز ومحاولات طمس الهوية الوطنية

14 تموز ومحاولات طمس الهوية الوطنية

تعمدت عدم الكتابة امس بمناسبة الذكرى السابعة والستين لانطلاق ثورة الرابع عشر من تموز الخالدة في 1958 بانتظار ما يمكن ان نشاهده من فعاليات جماهيرية تليق بهذه المناسبة الوطنية .. واذا كان من الطبيعي ان تتجاهل السلطات الثلاث هذه المناسبة العزيزة على قلوب العراقيين انطلاقاً من موقفها السلبي من الثورة عندما تجاهلتها ولم تدرج ذكرى مرورها كعيد وطني ، فان ما يحز في النفس تلك اللاابالية غير المبررة لغالبية العراقيين حيث اقتصرت المناسبة على تظاهرة دعا اليها الحزب الشيوعي في ساحة التحرير..واتمنى ان يتسع صدر الشخصيات والاحزاب الوطنية الاخرى بمختلف تسمياتها اضافة لمن تبقى من شباب تشرين اذا انتقدنا عدم احيائهم ذكرى ثورة الرابع عشر من تموز الوطنية ، حيث كان عليهم ان يتصدوا للهجمات غير المبررة لثورة 14 تموز واطلاق الاتهامات الظالمة عليها ومنها تحميلها خطيئة قتل العائلة المالكة بالطريقة غير الانسانية وسحل والتمثيل وحرق جثث رجالات من العهد الملكي ومنهم الوصي عبد الاله ونوري سعيد وابنه صباح ، كما ان البعض ومع الاسف يهاجم ثورة 14 تموز بسبب ما رافقها وما تبعها من صراعات سياسية بين الاحزاب الوطنية .. واذا كنا ومن باب النقد الموضوعي البناء نعلن استهجاننا لقتل العائلة المالكة ورفضنا لكل الممارسات السلبية الاخرى ، فان الواجب الوطني لكل عراقي  يحتم مواجهة واستنكار محاولات طمس الهوية الوطنية للثورة ..ان الاحزاب الاسلاموية المتنفذه والتي تسلمت السلطة من المحتل تعمدت الغاء العطلة الرسمية ليوم 14 تموز .. وهذا وكما عبر المشاركون في التظاهرة التي انطلقت من ساحة النصر متجهة الى ساحة التحرير يعد( تنكرا صريحا للثورة ومحاولة مكشوفة لطمس ذاكرتها من الوعي الجمعي مؤكدين ان المنظومة الحاكمة تخشى روح تموز وتخشى ان تعود ارادة الشعب لتصنع الفجر الجديد)..

وبهذه المناسبة لابد من التذكير بمواقف  وومارسات ثورات في دول العالم سبقت ثورة الرابع عشر من تموز ومنها الثورة الفرنسية التي قال احد ثوارها جورج جاك دانتون وهو يقف امام مقصلة الاعدام ان الثورة تأكل ابنائها .. لسنا بصدد تزكية ثورة تموز 1958الوطنية غير ان الموقف الموضوعي يتطلب من مهاجميها شيء من الانصاف وعدم المبالغة في النقد حد وصف يوم 14 تموز باليوم الاسود لان هذا اولا مجاف لحقيقة الثورة وتنكرا لمنجزاتها التاريخية كما انه ثانياً يجعلكم في صف المعادين للهوية الوطنية .. ما يؤسف له ان الاحزاب الوطنية جميعا لم تتعظ من دروس ثورة الرابع عشر من تموز وتتخلى عن عقد الماضي وتتخلى عن خطابات التخوين للاخر ..وكلنا امل بان تكون مناسبة الثورة فرصة لاعادة روح جبهة الاتحاد الوطني وتجاوز روح الانا ورسم خارطة طريق لانقاذ العراق ..

تحية لذكرى الرابع عشر من تموز الخالدة ورجالاتها والرحمة لشهداء العراق والامة ..

أحدث المقالات

أحدث المقالات