المتتبع للتاريخ الشيعي ومنذ بدء الغيبة الكبرى للإمام الثاني عشر(ع) يجد ان هناك الكثير من الاحداث مرت بها تلك الطائفة سواء من داخلها او من خارجها وفي كل مرة يتصدى لهذه الاحداث قادة الشيعة وهم المجتهدين ومراجع التقليد وتنتهي الامور الى نتيجة معينة تكون خلاصتها بقاء تلك الطائفة على الرغم مما قدمته من خسائر مادية ومعنوية وهذا ليس معناه ان جميع المواقف صحيحة ولست هنا بصدد استعراض المواقف والفتاوى التي صدرت من المراجع على مر التاريخ ولكن سأكتفي بضرب مثلين احدهما في الماضي والاخر في الحاضر فأما في الماضي فما حدث من فتوى لاحد المراجع ابان تشكيل الجيش العراقي حيث اصدر فتوى بحرمة الانتماء للمؤسسة العسكرية الامر الذي ادى الى انخراط ابناء الطوائف الاخرى في الجيش وحرمان ابناء الشيعة من ذلك وبقت المؤسسة العسكرية على مستوى القيادات والرتب الكبيرة من الجهات الاخرى بينما نجد ان عددهم في الشيعة قد لا يتجاوز عدد الاصابع والى وقت قريب جدا واما المثل الاخر فهو ما يحدث هذه الايام من تداعيات دخول المجاميع الارهابية الى مدينة الموصل واحتلالها الامر الذي تطلب اتخاذ موقف معينة اتجاه تلك الازمة وهو الذي صدر من مرجعية السيد السيستاني في النجف الاشرف من دعوة الناس الى التطوع وحمل السلاح وهناك موقف اخر لشخصية دينية وهو السيد مقتدى الصدر والذي اعتبره مما لا يحسد عليه وذلك لعدة اسباب منها :
1. ان الجيش العراقي تعرض لانتكاسة كبيرة جدا بسبب الخيانة او غيرها ولابد من اعادة التنظيم من جديد وهذا لا يمكن بانخراط اناس غير مدربين او ليست لهم خبرة بمواجهة الارهاب تلك الخبرة التي اكتسبها الجيش خلال عشر سنوات سابقة .
2. ان تحشيد المجتمع ومن طائفة معينة يعطي رسالة الى الطائفة الاخرى انها مستهدفة حتى وان تم التبرير والتوضيح بعدم حصول ذلك وبالتالي تزداد الفرقة والتناحر وفرصة لمصاصي الدماء لبث سمومهم .
3. ان الجيش العراقي على الرغم من التضحيات التي قدمها منذ 2003 الا انه لم يقدم له ما يوازي ذلك كالرواتب المجزية او الضمان الصحي او قطع الاراضي والى الان الجرحى والشهداء لم يحصلوا على حقوقهم فكيف بهذه الالاف الجدد .
4. اكيدا ان هذه ازمة وستنتهي كغيرها فكيف سيتم التعامل مع هذه الالوف التي كانت تمني نفسها بانها اصبحت على ملاك الدولة وسيكون لها راتب بينما سيتم تسريحهم بإحسان .
5. ان العقل يحكم بان يكون السلاح حصرا بيد الدولة واي تهاون في ذلك سيؤدي الى نتائج لا تحمد عقابها من قضايا القتل والسرقة والسلب فأي صعوبة ستواجهها المؤسسات الحكومية حتى تتمكن من بسط سيطرتها الى السلاح الذي امتلأت بها الشوارع في المحافظات .
كل هذه الامور وغيرها تمنع السيد مقتدى الصدر من اصدار اوامر برفع التجميد او الدعوة الى رفع السلاح او التطوع في الجيش ومع ذلك فان الشارع الشيعي يطالبه بان يفعل كل ذلك وان لم يفعل فهو يساند ارهاب وألم يخرج مرتديا البدلة العسكرية فهو خارج عن الدين والمذهب (على الرغم انه قد لبسها قبل الكل بعدة سنوات ضد المحتل) ولكي يخفف الوطء ويعمل مصدات عن كل ذلك قام بتشكيل سرايا السلام ولكن لم يكفي ذلك ثم قام بالدعوة الى استعراض وايضا لم يكف ذلك وكأني به يقول اطيعوني هذه الساعة واعصوني طول العمر و يا قوم مالي ادعوكم الى النجاة وتدعوني الى النار .