17 يوليو، 2025 12:03 ص

كل الاطباء الاختصاص .. مرضاهم يصنعون مجدهم الاطباء الاطفال فهم يصنعونه

كل الاطباء الاختصاص .. مرضاهم يصنعون مجدهم الاطباء الاطفال فهم يصنعونه

ان أساس شهرة طبيب الاختصاص تتحدد من خلال عدة عوامل ، أهمها الالتزام بأخلاقيات المهنية، والتواصل الفعال مع المرضى، والمشاركة المجتمعية، والسمعة الطيبة الممتازة , وتشخيص دقيق للمرض , وعلاج فعال, ومعرفة طبية واسعة، وتحديث مستمر للمعلومات والمهارات, واستخدام التقنيات الحديثة في التشخيص والعلاج.
ان مهام الطبيب الاختصاص عندما يراجعه المريض ينصب على تشخيص المرض ووصف الدواء المناسب له , حيث المهمة الثانية تعتمد كليا على المهمة الاولى , وان قرار الطبيب يتخذ بناءً على أعراض المريض التي يصفها بنفسه ويقتنع بها الطبيب , ولهذا الأطباء يبذلوا قصارى جهدهم لعدم تشتيت انتباههم عند التفاعل مع المرضى فينصب تركزهم على المريض وما يقوله , من هنا تكون الصفات الحيوية للأطباء الاكفاء هو الاستماع والسماح للمريض بالتعبير عما يشعر به، وما هي الأعراض التي يشكوا منها , اذن الطبيب الحاذق المفترض ان يعرف كل شيء عن حالة المريض من الانطباع الأول، ويحكم على حالة المريض بتشخيص نوع المرض بناءا على الاعراض الموصوفة التي ادلى بها المريض والاعتماد على حالات أخرى مرت على الطبيب مشابهة للحالة التي بين يديه , وبمجرد ان تصبح لدى الطبيب قائمة كاملة بأعراض المريض، سوف يبحث في التشخيصات المحتملة فيختار احدهما ثم ينتقل للمهمة الثانية وهي وصف الدواء المناسب .. تصور لو المريض لم يعطي الاعراض الدقيقة عن مرضة , فهل يستطيع الطبيب التشخيص الدقيق للحالة المرضية ؟ الجواب كلا ومن هنا تظهر الاخطاء الطبية .. فالتشخيص الخاطئ يؤدي الى اعطاء دواء غير مناسب مما يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة للمريض ..اذن قرار الطبيب يعتمد على معلومات المريض ودور الطبيب يتحدد بوصف الدواء المناسب للحالة المرضية , حيث هنا لا يشارك المريض الطبيب في قرار بوصف نوع الدواء بل يشاركه في تحديد وتشخيص المرض , لكن في اختصاص طب الاطفال لا ينطبق الوصف السابق في حالة تشخيص المرض لعدم قدرة الطفل على التعبير أو التفاعل الناضج والتعاون مع الطبيب، لهذا يجب الاستعانة بالمعلومات التي تدلي بها الأم للتعويض عن نقص معلومات الطفل ، فكم تكون هذه النسبة التي تشارك فيها الام في وصف حالة المرض وأعراضه بالتأكيد ستكون قليلة ومتفاوتة حسب وعي الام ؟ لذا يلجا الطبيب الى استعمال الفحوصات التشخيصية للتشخيص للحالة المرضية , ويعتمد العلاج المناسب, وهنا يواجه طبيب الاطفال مشكلة اخرى لان الادوية مختلفة الانواع والمصادر لنفس المرض .. من هنا يبرز دور طبيب الاطفال الناجح في كيفية التغلب على المشكلتين (تشخيص دقيق للمرض ووصف الدواء المناسب ) لهذا نقول ان طب الأطفال يحتاج مهارات وخبرات خاصة من الطبيب تتجاوز مجرد المعرفة الطبية الأساسية , فتحتاج الى ذكاء وصبر ودقة الملاحظة وامكانية الاستنتاج ومهارة خاصة وحنكة وموفقيه من الله لطبيب الاطفال لما يوجهه من صعوبات ناجمة عن عدم قدرة الطفل بالكلام ويبقى التشخيص بالأساس يعتمد على ذكاء الطبيب وخبرته حصرا. لوحده
ان من اخطاء التشخيص في طب الاطفال ما عانيته لحفيدي المولود في تركيا حيث كان يعاني تضيق في القصبة الهوائية وقد اجمع الاطباء على اجراء عملية جراحية له بعد 6 اشهر من الولادة في هذه الفترة اجروا له فتحة خارجية للتنفس , في العراق عرضت الامر على الاستاذ الدكتور قاسم داود التميمي (قامه علمية) معروفه للجميع , وهو استاذ في كلية الطب بجامعة واسط , بعد ان اطلع على التقارير, وكان قراره ان الحالة المرضية لا تستوجب الجراحة ويمكن ان تعالج بالأدوية حيث يمكن التشافي بعد سنة من الولادة , وفعلا كان قراره هو الصائب وقرار اطباء الأتراك الخاطئ , فبعد المدة المذكورة التي بقي فيها ماكثا في المستشفى بدء يتحسن تدريجيا دون اي عمل جراحي وسدت فتحت التنفس , ولكن بعد ان انفقنا اكثر من 40000 دولار .
لهذا قلنا ان طبيب الاطفال هو من يصنع مجده بالاعتماد على نفسه , كما هو حال الاطباء المشهورين عبد الحميد البستاني , وعصام زويني , وحيدر مجيد , اكرم السعدي , وقاسم داود التميمي , وعلي احمد خضير, وطريف فاضل , وعبد الامير قاسم

باحث اكاديمي وكاتب مستقل *
https : // ORCID.org/0000-0002-0323-7957
[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات