الحراك الاجتماعي social mobility يقصد به امكانية صعود افراد من الطبقات الادنى الى مستوى الطبقات الاعلى.
اي ان الطفل الذي يولد في عائلة فقيرة تكون فرصه ضئيلة او معدومة في الارتقاء الى مستوى ابناء الطبقات الغنية لأنه لايستطيع التقدم في التعليم الذي يجعله مؤهلاً لوظائف وادوار اعلى من تلك التي شغلها والده..
خاصة اذا كان التعليم مكلفاً ولايتاح بشكل مجاني لهؤلاء الاطفال..
لذلك تشهد هذه المجتمعات ركوداً في حراكها الاجتماعي ويكون الصعود نادراً واستثنائياً..
بعض الأحزاب والحركات الاشتراكية ،حتى في الدول الرأسمالية، تسعى لجعل التعليم مجانياً او ميسّراً لأتاحة الفرصة للموهوبين من ابناء الطبقات الفقيرة للصعود ولعب ادواراً اجتماعيةً اعلى.
وهذا يتطابق مع وجهة نظر افلاطون الذي صنّف الناس
إلى ثلاث طبقات أو معادن في كتابه “الجمهورية”: وهي: الحكام (الذهب)، الجنود (الفضة)، والعاملون (النحاس).
لكنه ذكر ان الذهب لايلد ذهباً بالضرورة ولا النحاس يلد نحاساً بالضرورة.. النحاس قد يلد ذهباً والذهب قد يلد نحاساً..
اي انه لم يغلق الباب امام الحراك الاجتماعي العمودي ( صعود ونزول)..
وبذلك فأن الحركات التي تدعو لفتح الابواب امام الحراك الاجتماعي في عصرنا الحديث هي افلاطونية من حيث وجهة النظر التربوية…
بعض الانظمة التي عرفها العالم كانت تتصرف باعتبارها اشتراكية وتؤمن بالحراك الاجتماعي لكنها كانت تمارس سياسة مشروطة بالانتماء الايديولوجي والولاء للسلطات كشرط لمنح فرص التعليم ( خاصة العالي والتخصصي) ، وتحرم غير المرضي عنهم مناطقياً او قومياً او دينياً او من حيث الولاء السياسي..