في التاسع عشر من حزيران الماضي كتبت مقالا تحت عنوان ” الشيخ الخنجرفي مواجهة الإطار التنسيقي” عن خطاب ناري القاه من مدينة الفلوجة قلت فيه ” فاجأ الشيخ خميس الخنجر الجمهور بخطاب ناري في مدينة الفلوجة فياواخر ايام العيد تناول فيه بجرأة وشفافية الملفات المعلقة منذ سنوات كعودةالمهجرين الى ديارهم والتعويضات والتوازن الحكومي وسطوة الميليشيات فيالمدن المحررة ، واهم تحّول في مستويات المواجهة مع الحكومات والبرلماناتالتي تخفي هذه الملفات قسراً ” ..
وفي لقاء متلفز (السبت 12 تموز ) يواصل الخنجر مكاشفاته الجريئة متخلياً ، الى حدود القطيعة ، عن خطاب الدبلوماسية الذي طالما حرص عليه حفاظاً على روح العمل المشترك مع ” الشركاء ” ويبدو ان الخنجر توصل الى قناعةالكشف عن الحقائق للجمهور بديلا عن حوارات ووعود الطاولات المغلقة !
تحدث الرجل عن الميليشيات والمكاتب الاقتصادية التي “تشارك الناس” فيأرزاقهم، إلى جانب اتهام جهات عسكرية “خارج سيطرة الدولة“، بـ“الاعتداءعلى المواطنين“ ، متجاوزاً مايسمى بالخطوط الحمر التي طالما ارعبت سياسيين ينعمون بفكرة ” اذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب ” !
أكثر سياسي روّج ودافع وتبنى قانون العفو عن الابرياء هو الخنجر نفسه ، ولكنه توصل الى حقيقة ان الشركاء في الاطار التنسيقي عادة ما يسوّفون القرارات والقوانين فتذهب الى غير اتجاهات اهدافها الحقيقية ، فكان المستفيد من قانون العفو العام على سبيل المثال ” هم تجّار المخدرات الذين يشترك معهمبعض السياسيين، وكذلك من نهبوا المال العام، ومن زوّر تزويراً مؤذياً للدولةالعراقية“!
للمرة الاولى يلمح الى مستوى التصريح ان الشريك يحوّل الشركاء من السنّة والكرد الى مجرد كومبارس يلتحقون بقرارات يصنعها الشيعة ويبصم عليها السنة والكرد موضحا رؤيته لمفهوم الشراكة “الشراكة نعني بها المشاركة فيالقرارات السيادية، كأن تكون في مسألة التسليح والتوازن ووجود المكونات فيالأجهزة الأمنية والعسكرية وقيادتها“..
ودافع الخنجر حتى عن الشراكات الداخلية لـ ” الأخ الأكبر ” وهم يسعون للاطاحة برئيس الوزراء السوداني الذي صعدت اسهمه السياسية في مقابل هبوط اسهم بعض حلفائه في الاطار التنسيقي “هناك قوى في الإطارالتنسيقي لا تريد لحكومة السوداني النجاح، ولا تريد للدولة أن تبنىمؤسساتها بشكل صحيح…ولا تريد أن تكون هناك علاقات دولية إقليميةللعراق، وذلك خوفاً من الحكومة ونجاحها وخوفاً من الانتخابات” !
الانتخابات التي ستجري في وقتها على الارجح ، رغم التحولات الدراماتيكية في المنطقة ، ورغم البيئة الانتخابية في المحافظات الغربية التي تعتمد مبدأ الترهيب والترغيب “هناك ترهيب وترغيب، ميليشيات تجبر قرى كاملة عبرالتهديد بتهمة الإرهاب إذا لم تصوت لصالح الجهة التي تريدها، وكذلك هناكاستخدام للحشود “ وقد توعد الخنجر بـ“فضح تلك التصرفات، عبر ذكرالأسماء المسؤولة عنها لإيقاف هذا العبث في تلك المناطق“..!
ولعل من أخطر الملفات التي تعرض لها بشفافية ، هو ملف تبعية بعض القوى الشيعية لقوى خارجية خدمة لأجنداتها “ننتقد بعض القوى السياسية الشيعيةالتي لا تريد أن تبني دولة ولا تريد استقرار العراق، وهمها كثرة أموالها وبسطالنفوذ وكيف تخدم قوى خارجية التي لديها تبعية معها“..!!
وضع الاصابع على الجروح قد تودي الى المزيد من الآلام ، لكن المواجهة والمكاشفة والشفافية ووضع النقاط على الحروف أمام الجمهور بتشكيلاته وانتماءاته الواعي منه والمضلل قد تفتح نافذة للأمل في الخلاص من فوضى العلاقات ورماديتها حتى يتبين الخيط الابيض من الأسود !!