عندما تدق أجراس الحرب, وتطحن رحاها, تدق معها القلوب والحناجر؛ وتتهيأ سواعد الرجال, لخوضها ببسالة وشجاعة دون خوف أو تردد, حاملين مسؤوليتهم الوطنية والشرعية, لحماية بلدهم, وأرضهم, وعرضهم, ومقدساتهم, فتظهر معادنهم الحقيقية التي نشئوا عليها, هكذا هم رجال جيشنا البطل؛ ستضرب بهم الأمثال على قوة البأس, وصلابة الموقف, ليدخلوا التاريخ بصفحات مشرقة, يتكلم عنها الأجيال على مدى الدهور.
ها هو الوطن يناديكم: (هل من ناصرٍ ينصرني), فالاستجابة جاءت محفوفة بالأمل, والتكاتف يداً بيد, والقلوب موحدة يجمعها قلب واحد, يجري فيه نهرا دجلة والفرات.
حرب من نوع خاص, ليس فيها عدوٌ يواجهك مثل الرجال, بل هم زمرة ضالة بلا دين, أو مبدأ أو رجولة, ليحملوا السلاح ويقاتلوا؛ إنهم أشرار الأرض وشرارها, سفاكو الدماء, وجرذان الصحراء, وسيوف غدر بيد الشيطان, ومثل هولاء وجب مقاتلتهم, بصبر الصادقين, وبعقيدة المؤمنين, حتى نرميهم بحجارة من سجيل؛ ونحرق أجسادهم العفنة, ونمرغ أنوفهم, ونسحق عنجهيتهم, بهمة وغيرة العراقيين.
أقنعة التكفيريين الزائفة, تهاوت أمامكم عندما لبيتم النداء, وأصبحتم جنوداً للوطن, ولكل المرجعيات؛ السنية والشيعية, التي يجمعها, رب واحد, وقرآن واحد, ووطن واحد, واليوم يجمعنا صوت واحد, هو صوت الجهاد, من اجل نصرة العراق ووحدته, ضد طاعون الدواعش وسفالتهم, إنه يومكم يا أبناء ثورة العشرين وشعلان أبو الجون وآل الحكيم وآل الصدر, جاء اليوم لنقول: نحن أبناء علي بن أبي طالب (عليه السلام), وأبناء النعمان, نحن العراق.
كونوا كما عهدناكم حماة للحق, وسيوفاً بتارة تدافع عن سمعة العراق وكرامته, وارسموا البسمة على شفاه الأطفال, وازرعوا الأمان بقلوب الناس, لأنكم الأمل المنشود, الذي نتوسمه فيكم.
أيها الرجال الغيارى, أيها الصادقون للوعد, لقد أثلجتم صدورنا, وأفرحتم قلوبنا, بقوافل المتطوعين من كل الأديان؛ وأثبتم للعالم أن الرابط الروحي والقدسي, هو رابط تاريخي راسخ, واستذكرنا فيكم أنصار الحسين في طف كربلاء, وثورة المختار بوجه الطواغيت, حتى رسمتم صورة تحمل فيها كل الاتجاهات – التطلعات – السياسات – الشخصيات, وأفشلتم المؤامرات, وتجاوزتم حدود المشكلات, لتكّونوا عراق كل الديانات.