25 نوفمبر، 2024 4:47 م
Search
Close this search box.

أوباما وين طمبورة وين

أوباما وين طمبورة وين

يقال ان من أسباب التطور في الغرب هو التزامهم الأخلاق الرفيعة والشرف … والأخلاق والشرف في المفهوم الغربي هي الصدق والالتزام بالكلمة ، وما يعاب علينا نحن العرب بان مفهومنا للشرف والأخلاق مغاير تماماً للمفهوم الغربي الا انه يرتقيه عندما يتعلق الامر بالأمانة والمواثيق وان كان هذا الامر نسبي في كثير من جزئياته ، ما اريد قوله من هذه المقدمة البسيطة هو ان ما جرى ويجري في العراق منذ عام ١٩٩٠ تعتبر الولايات المتحدة الامريكية المسؤول الاول عنه ابتداءا من حصارها سيء الصيت وحربها المدمرة عام ١٩٩١، التي راح ضحيتها الشعب العراقي وكان بإمكانها سلوك طرق اخرى كثيرة لاجبار النظام وإخراجه من الكويت في حينها الا ان المخطط المرسوم كان يقتضي كذلك وكانت تلك هي الصفحة الاولى والثانية لتكملها بصفحتها الثالثة عام ٢٠٠٣ حيث احتلال العراق ووضعه تحت الوصاية الامريكية وبالتالي فان كل ما أصاب الشعب العراقي من تردي في وضعه الاقتصادي والاجتماعي منذ عام ١٩٩٠الى عام ٢٠٠٣ تتحمل الولايات المتحدة الامريكية المسوؤلية المباشرة عنه بالاضافة الى مسؤوليتها عن الدمار والخراب الشامل والقتل والتهجير والحرب الطائفية بعد عام ٢٠٠٣ ولحد الان وفق القانون الدولي والأعراف والقيم الانسانية وعليها تحمل مسؤوليتها الأخلاقية تجاه العراق …
خروج الولايات المتحدة من العراق وإنهاء الاحتلال لا يعفيها من تلك الالتزامات ومع ذلك فإنها لم تخرج قبل ان تربط حكام العراق باتفاقية أمنية تتعهد بموجبها بضمان أمن وسيادة العراق وحماية أراضيه والدفاع عنه ان تعرض للخطر … وهل هناك اخطر من ما يتعرض له العراق لتفي الحكومة الامريكية بالتزاماتها كونها هي السبب على ما عليه العراق الان وكالتزام أخلاقي باعتبارها الدولة التي وضع العراق تحت وصايتها بعد الاحتلال وكالتزام قانوني بموجب الاتفاقية المبرمة بين الدولتين .
اليوم العراق يتعرض الى اكبر غزو يشهده التاريخ الحديث كما هو الغزو الامريكي عام ٢٠٠٣ ، تقوده القاعدة وداعش وحزب البعث تشارك فيه أطراف داخلية ودولية وإقليمية وفق مخطط رسمت خطوطه وأهدافه في دهاليز مخابرات تلك الدول بالتعاون مع شركاء الحكم في العراق أهدافها معروفة ومعلنة ولو تمكنت لا سامح الله من تحقيق غاياتها ستكون المصالح الامريكية هي المستهدفة اولا وآخرا الا ان الغريب ان السيد أوباما ظهر علينا يوم أمس بخطاب لم نفهم منه شيئا والظاهر انه يفلسف بعض الأمور التي لا يعرف حيثياتها وكما يتضح من سذاجة الخطاب انه اما ان يكون غبيا او ان مستشاريه لا يعون ما يجري في العراق وتم توريطه بخطاب لم نفهم من أين بدا وأين انتهى …
الوضع في العراق يا سيد أوباما لا يحتمل النصائح والدروس ، الوضع يتطلب تحرك سريع وسريع جداً ومدروس لان التهاون في هذا الامر اما سقوط العراق تحت سيطرة المنظمات الإرهابية المتطرفة وما سيعقب ذلك لا سامح الله من حرب أهلية طاحنة قد تمتد الى المنطقة بأسرها وليس هناك اي دولة محصنة منها… والمصالح الامريكية والغربية ليست بمنأى عن الفوضى التي ستعم اهم منطقة في العالم …وانك تغرد خارج السرب كما يقال ونحن وان كنا لا نعول عليك بشيء ولا خير بشعب يعتمد على غيره بحل مشاكله … الا ان سياستك يا سيد أوباما اثبتت بانه لا يصح الا الصحيح والشعب الامريكي من الشعوب الحية وكانت تجربة مفيدة ان يحكمهم شخص مثلك كان قبل وقت ليس بالبعيد يصنف في خانة المنبوذين في المجتمع الامريكي وقطعا ان الشعب الحي لا يلدغ من جحر مرتين !!!
العراقيين يا سيد أوباما ليسوا بحاجة الى نصائح وأنصحك ان تتعلم من الرئيس الروسي بوتين معنى الأخلاق والشرف حسب المفهوم الغربي وكان الأجدر بك ان تعي ما آلت اليه السياسة الامريكية والشواهد في العالم كثيرة من كوريا الشمالية الى أوكرانيا الى ليبيا الى مصر وأخيرا العراق الذي قد يضطر الى التعاون مع غرماء وخصماء أمريكا وهو محق في حال الدفاع عن النفس ولتذهب اتفاقيتكم الاستراتيجية الى الجحيم …

أحدث المقالات

أحدث المقالات