اليوم لايحتمل الواقع السياسي اية كتابات انشائية لاتغني ولا تسمن لجهة تبيان الحقيقة ..أقول ..
1: عملية الموصل , هي جزء من خطة اقليمية قطبها الرئيس (تركيا والسعودية وقطر) تركزت على حركات وقوى محلية ..ضباط النظام السابق ,الذين أجلسهم (بريمر) في بيوتهم , أو هجروا انفسهم , او هجرتهم المواقف المتخذة من قبل الحكومات المتعاقبة في مرحلة ما بعد الإحتلال الغاشم , بدوافعها المذهبية ..مع التذكير بأن هؤلاء الضباط الكبار والأعوان , قد تذوقوا نتائج الإهمال ذلا اقتصاديا واجتماعيا لايقاوم ! فضابط كبير كعبد الواحد شنان آل رباط ,أسترخص دمه في جبهات القتال الضاري في الحرب العراقية الإيرانية ,وقد(رافقته محللا حربيا), عاش سنواته العشرالأخيرة بشقة متداعية, في أفقر حي بالعاصمة الأردنية هو حي (قويسمة) ..لتدور دورة الزمن ,وليدفعه غباء الساسيين المستجدين الى أن يحتل جزءا عزيزا عليه من بلاده ,دافع عنه خلال ثمان اغرقت بالدم والتضحيات !..لماذا حدث ذلك ! سؤال كبير بحجم المأساة التي اجتاحت العراق !بالإضافة الى مشاركة انصار عزت الدوري ومريديه ,من (النقشبندية) , ومن يحن الى ايام (البعث) من دون وعي موضوعي بما حدث ويحدث من خلفيات تاريخية , وقد بذل (الدوري) جهدا يقترب من الخرافي , في مسعاه للعودة الى السلطة مجددا ,حتى ولو تحت عباءة تنظيم هجين مثل (داعش) لاتتناسب مع اهداف (البعث) ومتمنياته (السياسية والإجتماعية ) التي اعتنقها (الدوري) منذ خمسينيات القرن الماضي ! الذي صار يتوسل الشعارات السلفية ,وهي في حقيقة الأمر بعيدة عن قيم مباديء وماحض عليه (السلف الصالح) ! كون ذلك السلف لم يكفّر مسلما ,ولم يقتل من يقول بشهادة (لااله الا الله محمدا رسول الله) !
2: الجهات المحلية المنظوية تحت لواء ماحدث في (الموصل) , تتمثل بالأخوين النجيفيين وسليم الجبوري و( جبهة الحوار ) بشكل خاص , حيث جرت اتصالات مباشرة بين (اوردغان) الحالم بعودة (امبراطورية عصمان) ,وكل من سليم الجبوري و اسامة النجيفي, قبل السيطرة على (الموصل) ب48 ساعة, من تلك السيطرة المهينة , فيما وفر أثيل النجيفي مقدمات مؤشرة تخص التمهيد لتسليم الموصل ,من دون اطلاق( مايفترض اطلاقه من رصاص رفض حاكم محلي لقوة تحتل محافظة هو محافظها ) ! ويقع في ذلك مؤشرات (حرب سايكولوجية اثيلية ) محلية ,استهدفت تدمير معنويات الجيش في الموصل ! وتأليب المواطن الموصلي لأتخاذ مواقف ضد الجيش الشرعي, الذي ارتكب هو الآخر الكثيرمن الخروقات لمهمته حيال المواطنين الموصليين , مما جر االموصليون الى الترحيب بقوى غريبة لاتتناسب مع ماعرف به الموصليون المحترمون لديانتهم ومذاهبه المتسامحة وتهذيبهم وثقاتهم المعروفة , رغبة منهم في الخلاص مما كابدوه من تصرفات قيادات وافراد في الجيش, جاهلة بمهمتها المهنية وغير مخلصة لهدف (وحدة العراق ) !
3: نجاح الأطراف متناقضة الأهداف في تجاوز متناقضاتها ,من اجل تحقيق اهداف مرحلية ,في مقدمتها اسقاط حكومة المالكي أولا , وهي الساقطة قانونيا وشرعيا في الأصل ,وعلى رأسها رئيسها (الذي لاصلاحية قانونية له اليوم ) ,باعتباره (رئيس حكومة تصريف اعمال) !
4: ثمة ورطة علينا ذكر مؤشراتها.. تتمثل في ان على المسيطرين على (الموصل) ادراكها …تتمثل في حجم المعارضة الشعبية لوجودها مسيطرة على ثاني أكبر المدن العراقية ! حيث أسقط المسيطرون على الموصل من حسابهم , او استهتروا بها وهي حجم النقمة الشيعية , التي قوبلت بها حركتهم ,التي نتجت بفعلها مشاعر لايستهان بها تدين هذه الحركة , وتجيش لتطوع مئات الآلاف من الرجال ,لرد مايتعبرونه تهديدا سياسيا واجتماعيا وقبل ذلك قيميا لهم, ناهيك عن دق أسفين من النار الملتهبة بينهم وبين مذهبية المكون السنيّ .. وهو ما يعيدنا الى 2005و2006و2007وهذا امر مؤسف , لايسر اي عراقي شريف من أي مكون عرقي او مذهبي !
4: من ينظر الى الأمور المتحصلة برؤية عقلانية , ينبغي ان لايهمل طبيعة التناقضات الموجودة أصلا في هذا التجمع الذي استقطب :
آ: ( اسلاميون مكفرون ) ,و(كورد قوميون طامحون الى توسيع مناطق نفوذ متمدد ,على مساحات ومدن وقصبات ,لاتتوفر مؤشرات لهم على خارطة العراق الرسمية ) ! و(عسكريون كبار, اهملوا,وهمّشوا ,وفقدوا حقوقهم القانونية ,وقيادات بعثية ,عسكرية ,علمانية, الموقف السياسي,وعسكريون طامحون ,واسلاميون اكراد, وسياسيون محليون مهمشون ,ثبت عدم وفائهم لجماهيرهم ,من خلال سعيهم للمنافع من دون الثبات على مواقفهم ,التي خدعوا من خلالها جماهيرهم, للوصول الى مواقع نيابية وحكومية ,وضباط خونة ,انتهزوها فرصة لطعن العراق في خاصرته ,لااستبعد ان بريق الدولارات قد أعمى عيونهم) !
من صراع الدول السياسي الى صراعها المذهبي !
ب: عندما نقول ان الصراع الراهن ين الدول الأقليمية, قد تحول من صراع سياسي اقتصادي الى صراع مذهبي !
ربما يكون لمن قال بارتباط هؤلاء السياسيين المحليين السنّة ,بمخطط اقليمي لتدمير العراق الحق ,بعد أن ظهر للعيان , انهم منفذون لمؤامرة اقليمية كبرى, حيكت وتحاك ضد العراق , والاّ ..ما شأن (تركيا ) في مثل هذه المؤامرة ؟ وما شأن (السعودية )؟ التي شرعت قانونا باعتبار (داعش) ارهابية في (السعودية) , ولكنها في الوقت نفسه تمولها ,وتسهم في التخطيط لها في (العراق) ! وما شأن (قطر ) كدويلة تجاوزت حجم محيطها (السياجيولوجي) ,والمرفوضة من قبل محيطها الخليجي ,و البعيدة عن العراق ,للتدخل في شئون العراق المحلية ؟ حيث لايشكل العراق اية خطورة عليها ! هل ان ذلك من اجل محاربة (ايران), في طموحها ونفوذها السياسي؟ وهو نفوذ أرفضه تماما ,كما ارفض الإحتلال الأجنبي , وأجد انه قد تحقق بفعل الولاء الأعمى لسياسي الغفلة ! وأؤكد انه موجود فعلا على بعض الساسة العراقيين كحزب (الدعوة ) بأجنحته المتعددة , و(الحكيم ) و(بدر) و(الصدر الى حد ما ), بدليل ان هؤلاء يهرعون الى (ايران) في كل موقف محرج يتعرضون له ..حرص (ايران) هذا مرفوض جماهيريا , ك(دولة اقليمية قويه) ,تمتلك القوى البشرية والسلاح , وقد قطعت شوطا بعيدا في امتلاكها (النووي),على ممارسة نفوذ متسع يشمل ( العراق , ودول الخليج , وسوريا, ولبنان) ,في مواجهة ما تسعى اليه القوى السياسية الإقليمية السنيّة المتمثلة ب(تركيا والسعودية والأردن وقطر), الى تحريك الشخصيات المحلية المؤيدة لهدف (اسقاط الحكم الشيعي) في العراق, و(العلوي) في سوريا ! واجد ان ذلك لايبرر اطلاقا اي عمل ايراني يتحدث بأسم العراق . برغم حاجة بلادنا اليوم الى نصرتها في محنتها , ولتكن هذه النصرة , في اطار القانون الدولي , وان لاتتجاوز معايير (التعاون) بين الدول في الظروف الإستثنائية على اساس النديّة , وليس باعتبار العراق حديقة خلفية تدافع عنها (ايران) , التي طالما أسقطت للعراق حقوقه في (شط العرب) و(مناطق المخافر في القاطع الأوسط) و(مجنون ) و(الفكة) مستغلة قوة تأثيرها على حكومات عراقية تأثرت بسياساتها واهملت حقوق العراق القومية ! ولايرضى اي عراقي مجرد عن الهوى المذهبي ,بان يكون العراقيون وقودا لحرب تخوضها (ايران) بدعاوى حماية (المذهب) , ولكنها في حقيقة الأمر تسعى لتنفيذ مشروعها الإقليمي ! بينما تكمن مصلحة العراقيين, في تحالفات سياسية اقليمية ودولية ,تستهدف البناء والتنمية, لا تجييش واستغلال العواطف المذهبية والدينية والعرقية !
العراقيون الوطنيون.. سيحاربون من اجل حقوقهم المغتصبة ,من قبل جميع الدول التي انتهكتها بفعل ظروف شاذة ,ك(الكويت وايران) بشكل رئيس ! وان أجّلت تلك الحروب اليوم ,فقد اجّلت بفعل الظروف السياسية , وهي نيران كامنة تحت الرماد , لاتلبث ان تستعر, فتطيح بحكومات عادت العراق تاريخيا !
سمك لبن تمرهندي !
……………………
خارج اطار المواقف من (البعث) , يطرح سؤال هام ..هل يتوقع أحد منّا أن يتقبل العراقيون فكرة ان تحكمهم (داعش) , و(بعث جديد) ظهر من خلال خطاب عزت الدوري ,الذي يتنصل من (بعث قديم) ؟ ومن يعطي العراقيين الضمانات ,ان هذه التشكيلة المتناقضة والمتنافرة , التي تجمعت من اجل هدف مرحلي , ستحقق له الإستقرار, وتكافؤ الفرص, والعدالة ,والتنمية, واستيفاء الحقوق المهضومة, وتوفير سبل العيش الكريمة ,وبناء أساسيات مستقبل البلاد ؟.. فهل يتحقق هذا لو تحقق هدف سيطرة هذه الخلطة العجيبة على العراق ؟ ( وهذا أمريقع في اطار الفنطازيا السياسية) !
حمى الله العراق والعراقيين , وسدد وآزر جهود محبيه ومفتديه بأعز مايملكون , وهزم المؤامرة الدولية والإقليمية الراهنة ! وجعل شمس الحرية لاتغيب عنه !
ومن لديه كلمة حاضّة على الجمع, لا الفرقة ..فليتفضل بها , ومن لديه مايناقضها فليتفضل بها ايضا ومن أراد اللغو فللّغول مكان آخر !
ارحب بأية تعليقات مع أو ضد ,على ان يكون المعلّق ,قد قرأ هذه السطور بامعان ..أما التعليقات المجزئة والمنطلقة من مواقف مسبقة ,فاني أعتذرعن الإجابة عنها , ويمكن للسادة ذوي هذه المواقف التواصل معي , فالذي يجمعنا هو أمن العراق ووحدة شعبه وأرضه , وماعدى ذلك فهو بسيط ويقع في اطار الحوار الأخوي مع حفظ الإحترام !
ورود الكلام ….
ورودي ..لن تتفتح حتى يعود العراق واحدا موحدا أرضا وشعبا , فقد هرعت ورودي لتضم العراق الى قلبها الحنون , وشذاها العبق ,تعويضا عن سقوط أراده اولئك الخونة ,لقيم العراق واخلاص شعبه وتمسكه ب(الروح العراقية ) !